قضايا الشباب العربي على طاولة أكبر منتدى دولي معني بقضايا الشباب في العالم
تعد المنطقة العربية واحدة من أكثر المناطق شبابا في العالم، إذ تقل أعمار نصف سكانها عن 25 عاما.
وبرغم أن الشباب العربي لا يشكّل مجموعةً متجانسة، إلا أنهم يواجهون تحديات مماثلة في إيجاد العمل اللائق، والحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية، وفي المشاركة المدنية.
ويعد منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة بمثابة منبر رئيسي يمكّن الشباب العربي وغيرهم من شباب العالم من طرح كل هذه القضايا ومشاركة أفكارهم على المستوى العالمي.
ويتيح هذا المنبرالدولي السنوي فرصة للشباب والشابات للتحاور مع الدول الأعضاء واستكشاف سبل ووسائل تعزيز تنمية ومشاركتهم.
يشارك العديد من الشابات والشباب العرب في فعاليات منتدى هذا العام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وقد تحدثت أخبار الأمم المتحدة مع عدد منهم حول قضاياهم وهمومهم.
شباب سلطنة عمان يناقشون قضايا التوظيف
مثلت الشابة جهينة الشامسي شباب بلادها في منتدى الأمم المتحدة للشباب هذا العام. وقالت إن الوفد العماني ناقش القضايا والحلول المتعلقة بالتوظيف والتشغيل بما يتناسب مع سوق العمل، إضافة إلى قضية المدن المستدامة وأفضل الحلول المتوفرة حاليا في العالم.
وأوضحت أن المدن المستدامة هي المدن التي تتناسب معيشيا مع كافة شرائح المجتمع والتي لا تسبب أي أضرار للأفراد والبيئة "وهي أيضا حلول مستدامة تتناسب مع هدف منتدى الشباب المتمثل في تسريع التعافي من جائحة كــوفيد-19 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بما يتناسب مع رؤية سلطنة عمان لعام 2040".
وقالت جهينة الشامسي إن "جميع المؤشرات حاليا تدل على أن سلطنة عمان تخطو بخطى واثقة وإيجابية وتضمن تحقيق أهـداف التنمية المستدامة. وصلت سلطنة عمان مرحلة ضمنت فيها معيشة مستدامة للمواطن العماني وأيضا المواطن الوافد في الأراضي العمانية".
وقالت إن جميع المشاريع تثبت التقدم الذي تحققه السلطنة بما في ذلك بناء أكبر مدينة مستدامة في عمان بحلول 2040.
ومضت قائلة: "رسالتي الأخيرة هي رسالة مباشرة للشباب. عليهم عدم الخوف من المجازفة وعدم التردد في المحافل الدولية والعالمية والتي تساعدكم في توصيل أصواتكم للدول الأخرى وتساعدكم أيضا في تحقيق ما ترجون".
لبنان: الشباب من ذوي الإعاقة يطالبون بالمساواة في الفرص
شاركت إحسان حطب- وهي من ذوي الإعاقة- في منتدى الشباب ممثلة للشباب اللبناني.
تقول إحسان- وهي طالبة دراسات إنسانية بجامعة فوردام في نيويورك- إنها أرادت المشاركة في منتدى الشباب للوقوف على التحديات التي يواجهها الشباب وللاستماع إلى التوصيات التي يقدمها ممثلو الدول الأخرى.
ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير فرص أكثر لهم وتمثيلهم بشكل صحيح وإزالة الفروقات بينهم والأشخاص الآخرين "لأنه لا يوجد فرق بيننا والأشخاص الآخرين لأن كل شخص يحمل شيئا مميزا عن الآخر وإعاقتنا لا تمنعنا من المشاركة".
وبشأن أهم القضايا التي تواجه الشباب من ذوي الإعاقة في لبنان، قالت إحسان حطب إن أولها التعليم الجامعي وإيجاد فرص عمل وعدم وجود التدريب الكافي بغرض تأهيلهم للدخول إلى سوق العمل، مشيرة إلى أن هناك فجوة في هذا المجال.
وأرسلت رسالة إلى الشباب اللبناني وخاصة الأشخاص من ذوي الإعاقة:
"أدعو الأشخاص من ذوي الإعاقة ألا يستسلموا وأن يسعوا دائما إلى التدريب والتطوع وتطوير أنفسهم كي يتمكنوا من تأهيل أنفسهم للدخول في سوق العمل".
شابات عربيات شاركن في منتدى الامم المتحدة للشباب. من اليمين للشمال: إحسان حطب من لبنان، فاطمة الصفار من البحرين، وجهنية الشامسي من سلطنة عمان.
الحد من البطالة على رأس أجندة الشباب البحريني
من مملكة البحرين التقينا بالشابة فاطمة الصفار ممثلة الشباب البحريني في منتدى الشباب. الصفار هي طالبة ماجستير وتدرس السياسة والاقتصاد التنموي في جامعة فوردام في نيويورك.
وقالت إنها جاءت إلى المنتدى لتناقش قضية الحد من البطالة التي يعاني منها العالم العربي بشكل كبير. "وفقا لتقارير منظمة العمل الدولية تبلغ نسبة البطالة في العالم العربي 25.9% وهي أعلى من متوسط البطالة العالمي بنسبة 1%" حسبما قالت.
وأضافت قائلة: "أنا مهتمة بهذه القضية وهي أيضا مهمة لكل الشباب العربي وأنا هنا اليوم لأعكس صوتهم".
وقالت فاطمة الصفار إن هذا المنتدى يعد من أهم منتديات الشباب "لأنه يوفر لهم منصة لإيصال أصواتهم والانخراط مع أصحاب المصلحة، لأن الشباب هم دائما في الهامش، ولكنهم اليوم حضور في القاعة وأصواتهم مسموعة".
خرجت الشابة البحرينية بعدد من الفوائد من مشاركتها في منتدى الشباب من ضمنها أهمية صقل مواهب الشباب، على حد تعبيرها. فلدى الشباب العربي طاقة إنتاجية رهيبة مثل أقرانهم من بقية دول العالم، وبالتالي يتعين على الحكومات والقطاع الخاص العمل على صقل مواهب الشباب وخاصة في القطاع الرقمي باعتباره قطاعا ناشئا.
وقدمت نصيحة للشباب العربي:
"نصيحتي للشباب العربي هو أن نستمر في المحاولة. صحيح أن الطريق طويل، ولكن هناك أمل أن نوصل صوتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى. تسعى كافة الحكومات والجهات المعنية بهذا المنتدى إلى توصيل صوت الشباب".
وشددت على ضرورة التحلي بالثقة بالنفس:
"نحن بحاجة إلى الثقة في أنفسنا. فالخطوة الأولى دائما صعبة، ولكن بعد ذلك يسهل كل شيء. فالطاقة موجودة والموهبة كذلك، والشباب البحريني مهتم دائما بتنمية قدراته، وكل الذي نحتاجه هو أن نخطو الخطوة الأولى ونرفع أصواتنا".
تحديات متعددة تعيق ازدهار الشباب الفلسطيني
الشابة ندى حمدان من فلسطين قالت إنها تشارك في المؤتمر لعرض قضايا الشباب الفلسطيني وكيف يمكن أن تساهم فلسطين في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030.
وقالت إن هناك قضايا مشتركة كثيرة في العالم مما يساعد في الاستفادة وتبادل الخبرات بين الشباب العربي والشباب من بقية العالم.
وقالت إن الشباب الفلسطيني يعاني من الكثير من القضايا أهمها وجود الاحتلال بالإضافة إلى الوضع الراهن الذي يعيش فيه المواطن الفلسطيني من صعوبة كبيرة في الحركة الأمر الذي يقلل من قدرتهم على الوصول إلى الموارد، بما "يعيق قدرة الإنسان على تطوير بلده".
وتطرقت إلى التحديات الكبيرة التي تواجه مسألة تحقيق الازدهار في بعض القطاعات، "مثلا هناك صعوبة كبرى في عملية التصدير من فلسطين وبالتالي فإن هذا الأمر يقف عقبة رئيسية أمام ازدهار القطاع الخاص هناك".
تعاني فلسطين من نسبة بطالة عالية، وفقا للشابة ندى حمدان، وهذا يعود إلى غياب التدريب المهني على حد تعبيرها. فعلى الرغم من أن فلسطين من المناطق التي تشتهر بالزراعة إلا أن غياب التدريب المهني والقدرة على استصلاح الزراعة تعيق من نهوض هذا القطاع.
وشددت على ضرورة التركيز على التدريب المهني باعتباره من الأمور التي تساعد في معالجة مشكلة البطالة في فلسطين.
ومضت قائلة: "لابد من محاولة توجيه التعليم، وليس من الضروري أن يصبح الجميع من خريجي الجامعات لابد أن يتجه بعض الناس إلى التدريب المهني وأن تكون هناك جامعات تخرج مهنيين وحرفيين".
ووجهت رسالة إلى الشباب الفلسطيني:
"أنا أؤمن بقدراتنا كفلسطينيين بغض النظر عن كل التحديات الموجودة، بغض عن سببها. أنا مؤمنة بقدرتنا على العيش في بلدنا وعلى التعامل مع كل التحديات الموجودة وسنحاول تجاوزها، سنفكر مع بعضنا باعتبارنا يدا واحدة كي نجعل بلدنا مكانا أفضل لنا. فأنا مؤمنة بنا جميعاً وإن شاء الله سيكون المستقبل أفضل لبلدنا".
شباب عرب مشاركون في منتدى الشباب التابع للأمم المتحدة في نيويورك. من اليمين للشمال: عبدالرحمن المفتاح من قطر وفي الوسط ندى حمدان من فلسطين.
الشباب القطري منخرط في قضية تغير المناخ
التقينا أيضا بالشاب القطري عبد الرحمن المفتاح عضو حركة الشباب العربي لتغير المناخ وهي هي منظمة شبابية غير حكومية تم تأسيسها عام 2016.
قال إن الهدف من مشاركته في المنتدى هو التعلم واكتساب الخبرات سواء من أقرانه من العالم العربي أو من جميع دول العالم والعمل على تطبيقها في بلاده قطر.
وقال إنه يركز على القضايا البيئية لأنها تحتاج إلى اتخاذ إجراءات سريعة.
وتطرق إلى دور الشباب القطري في مكافحة تغير المناخ، مشيرا إلى أن لدى حركة الشباب العربي لتغير المناخ برامج كثيرة معنية بتطوير الشباب في هذا المجال.
ومن هذه البرامج برنامج سفراء البيئة وهو برنامج مدته سنة كاملة معني بتطوير طلاب المدارس بشأن القضايا البيئية. وأضاف:
"هناك أيضا برنامج البصمة الكربونية. قطر معروفة بكثرة الاستهلاك المنزلي للطاقة والمياه. قامت الحركة بتطوير برنامج يدرس ويثقف طلاب المدارس بشأن قياس البصمة الكربونية في البيوت مثل حساب النفايات والانبعاثات الكربونية وحساب استهلاك الطاقة. يتم من خلال هذا البرنامج تثقيف المدرسين عن خطورة هذه الأمور".
ودعا المفتاح الشباب القطري إلى التركيز على المواضيع البيئية والتثقيف بشأن التأثير الذي تحدثه الممارسات اليومية وتأثيرها على المجتمع وعلى العالم.