المرأة البحرينية تلعب دورا أساسيا في مجال العلوم
العلم والمساواة بين الجنسين من مقومات التنمية المستدامة، ويمثل التصدي للنظرة النمطية أمرا بالغ الأهمية لضمان المشاركة الكاملة للمرأة في ميدان العلوم.
تقول الدكتورة حنان مبارك البوفلاسة، رئيسة قسم الفيزياء في جامعة البحرين، إنه "يجب على النساء الراغبات في العمل في مجال العلوم إظهار المرونة، وعدم الاستسلام مهما واجهن من عقبات".
د.البوفلاسة حاصلة على درجة الماجستير والدكتوراه في الطاقة المتجددة، وهي من بين المساهمين في تأسيس مختبرات الطاقة المتجددة وبرنامج الدبلوم العالي في الأرصاد الجوية بجامعة البحرين، ولها العديد من المنشورات المحلية والدولية، بما في ذلك تقرير التنمية البشرية في البحرين.
ووفقا للبوفلاسة، فإنه وعلى الرغم من تزايد عدد الطالبات البحرينيات المتميزات في مجال العلوم؛ لا يزال الذكور يسيطرون على المهن العلمية "كما هو الحال في العديد من أنحاء العالم؛ حيث لا تزال الحواجز المجتمعية الناجمة عن النظرة النمطية أو التقاليد تمنع المرأة في البحرين من ممارسة المهن العلمية.''
وتلعب البحرين دورا رياديا في المنطقة في مجال قضايا المساواة بين الجنسين، لكن لا تزال هناك فرص لتحسين تمثيل المرأة في المجالات التقنية المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأردفت البوفلاسة: " العديد من المتفوقات في المجال الأكاديمي يتخلين عن حياتهن العلمية الواعدة ويخترن بدلا عنها العمل في وظائف ذات متطلبات أقل؛ لأنهن يضطررن إلى وضع أسرهن في المقام الأول".
وأضافت: "لقد تخلت متخصصات أخريات في مجال العلوم عن حياتهن المهنية؛ لأنهن لم يستطعن تحقيق التوازن بين حياتهن المهنية والشخصية."
"كثيرًا ما تُستخدم هذه الأمثلة في تبرير عدم توظيف النساء في وظائف علمية. وتقول د.البوفلاسة "قد حدث ذلك لي شخصيا؛ عندما رُفض طلبي في الحصول على وظيفة معينة، وذلك بزعمهم أنني لن أتمكن من العمل خلال النوبات الليلية".
وفي إطار المجهود الوطني لتمكين النساء، تعمل جامعة البحرين باستمرار على تحسين تمثيل المرأة في مجالات العلوم، وتشكل الإناث غالبية الطلاب في بعض الفصول، على غرار برنامج الدكتوراه المتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة، الذي تشكل فيه النساء 30 من أصل 41 طالبا. ويشمل البرنامج، الذي وضع بالشراكة مع جامعة الأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أهدافَ التنمية المستدامة مع التركيز على الأهداف البيئية.
وتعد العلوم والمساواة بين الجنسين من مقومات للتنمية المستدامة. ومع ذلك، لا تزال النساء والفتيات مستبعدات من المشاركة الكاملة في هذا المجال. ووفقا لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإن 33 % فقط من الباحثين على الصعيد العالمي هم من النساء، ويُمنحن تمويلا بحثيا أقل من الرجال، وهن أقل نصيبا في الظهور الاعلامي. كما أن المرأة أقل حضورا في قيادة شركات القطاع الخاص والأدوار التقنية في صناعات التكنولوجيا. وتمثل النساء 22 % فقط من المهنيين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، و28 % من خريجي الهندسة.
بدورها، قالت الدكتورة صباح صالح الجنيد، وهي أستاذة مساعدة بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي في البحرين: " إنني آمل أن أرى المزيد من النساء في مجال النمذجة وترميز تكنولوجيا المعلومات والبرمجة والذكاء الاصطناعي، كما يجب على النساء.
وتابعت د.الجنيد وهي حاصلة على درجة الماجستير في نظم المعلومات الجغرافية، ودرجة الماجستير في الموارد الصحراوية والهيدرولوجيا، والدكتوراه في الدراسات البيئية : " على الفتيات متابعة تطلعاتهن العلمية. ولكن يتعين عليهن أن يعملن باجتهاد ويركزن على تحقيق الأهداف التي وضعنها، وأن يعملن بجد استثنائي لتحقيقها. هذا تمامًا ما فعلته أنا شخصيا".
وبوصفها عضوا في المجلس الأعلى للمرأة في البحرين، تقود الدكتورة الجنيد فريقا بحثيا لدراسة الوظائف المستقبلية والتوازن بين الجنسين، كما تعمل بشكل وثيق مع مختلف منظمات الأمم المتحدة كخبيرة في تغير المناخ. كما نشرت أوراقا بحثية عن آثار تغير المناخ على المناطق الساحلية في البحرين.
ويركز اليوم العالمي للمرأة هذا العام على موضوع: (المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام)، مع الاعتراف بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، اللواتي يتولين مسؤولية التكيف مع تغير المناخ، والتخفيف من حدته والاستجابة له، وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
وحول ذلك تؤكد الدكتورة الجنيد: "إنني كعالمة مناخ مهتمة بالأزمات البيئية، وأعتقد أن البحرين تواجه العديد من التحديات مثل شبكات الطرق والبنية التحتية للطاقة المتجددة. ونحن - نساء البحرين في مجال العلوم - لدينا دور أساسي لابد أن نقوم به في هذا المضمار".