كلمة المنسق المقيم للأمم المتحدة في البحرين، السيد خالد المقود، في الفعالية التي أقيمت بمناسبة يوم الأمم المتحدة، 30 أكتوبر 2024
*
كلمة المنسق المقيم للأمم المتحدة في البحرين، السيد خالد المقود، في الفعالية التي أقيمت بمناسبة يوم الأمم المتحدة، 30 أكتوبر 2024
أصحاب المعالي الوزراء،
السيدات والسادة الموقرون، ممثلي حكومة البحرين والشركاء الوطنيين
أصحاب السعادة، الزملاء والأصدقاء الأعزاء،
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم الليلة في يوم الأمم المتحدة،
وبالنيابة عن الفريق القطري للأمم المتحدة في البحرين، أود أن أشكركم جميعاً على انضمامكم إلينا في الاحتفال بالذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الأمم المتحدة.
وكما سمعتم الآن من أميننا العام،” الأمم المتحدة أنشأها العالم من أجل العالم".
وفي ظروف اليوم العصيبة، تساهم الأمم المتحدة في تحقيق الاستقرار في عالم يواجه بشكل متزايد انقسامات جيوسياسية وحروبًا وصراعات لا نهاية لها، وأزمة مناخية، وكوارث إنسانية طويلة الأمد، بالإضافة إلى الظلال القاتمة التي تمثلها الأسلحة النووية.
وعلى المستوى الإقليمي، وفي سياق الأحداث المروعة التي لا تنتهي في الشرق الأوسط، تستمر الأمم المتحدة في تقديم المساعدات الإنسانية على الرغم من كل الصعوبات، وتواصل بلا كلل تذكير جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وتبقى الأونروا بالتحديد الركن الأساسي للعملية الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ولا يمكن لأي جهة أخرى تقديم المساعدة بالحجم والاتساع الذي يحتاجه اللاجئون الفلسطينيون بشكل عاجل.
لقد قتل أكثر من مائتين وثلاثين موظفاً من موظفي الأمم المتحدة، غالبيتهم العظمى من العاملين مع الأونروا في غزة، وغالباً ما قتلوا مع عائلاتهم.
وإجمالا، فقدنا ما لا يقل عن 320 من العاملين في المجال الإنساني في هذا النزاع، كل واحد منهم كان يكرَس حياته لمساعدة الآخرين.
وفي لبنان، على الرغم من الهجمات التي أصابت مواقع الأمم المتحدة وأدت إلى إصابة عدد من أفرادها، لا يزال جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل في جميع المواقع. ويجب احترام وحماية أفراد اليونيفيل ومواقعها.
دعونا نفكر اليوم في مصير عشرات الآلاف من المدنيين الذين قتلوا وجرحوا وأخذوا كرهائن والعالقين في هذا النزاع.
السيدات والسادة،
في قمة المستقبل التي عُقدت مؤخرا، وضع قادة العالم رؤية واضحة لتجديد النظام متعدد الأطراف، نظام تكون الأمم المتحدة في مركزه، ويمكنه تحقيق أهدافه ويكون أكثر تمثيلاً لعالم اليوم.
ويشمل ميثاق المستقبل مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك السلام والأمن، والتنمية المستدامة، وتغير المناخ، والتعاون الرقمي، وحقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والشباب والأجيال القادمة، وتحول الحوكمة العالمية.
ويُعد الاتفاق الرقمي العالمي، الملحق بالميثاق، أول إطار عالمي شامل للتعاون الرقمي. وهو يتضمن بوضوح حقوق الإنسان والالتزامات المحددة لتسريع وتيرة التقدم في خطة عام 2030.
كما اتفق القادة أيضًا على أول إعلان على الإطلاق بشأن الأجيال المقبلة، ووضعوا خطوات للنظر بشكل منهجي في التأثير المستقبلي وتجنب الضرر المتوقع للأجيال القادمة وحماية مصالحها.
أصحاب المعالي والسعادة،
ضيوفنا الكرام،
إن البحرين تشارك الأمم المتحدة فى قيمها المتمثلة في السلام والتسامح والتعاون، وهو ما يعكسه التطور الملحوظ في شراكتنا الطويلة الأمد.
فعلى مستوى العمل متعدد الأطراف، انعكس ذلك من خلال مشاركة البحرين على أعلى مستوى في فعاليات الأمم المتحدة، بما في ذلك مشاركة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف المعني بتغير المناخ، الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في أواخر عام 2023، ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي.
ومن جانب آخر، مثلت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للبحرين في مايو الماضي، للمشاركة في القمة العربية التي استضافتها المملكة في الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، وجهًا آخر للتعاون الوثيق والعلاقات المتميزة بين الجانبين، خاصة في معالجة قضايا السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وقضايا التنمية المستدامة.
كما تدعم مملكة البحرين الجهود الدولية التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء النزاعات وإحلال السلام وتقديم المساعدات الإنسانية، بما يشمل دعم الأونروا في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين. وقد تُرجم ذلك من خلال تبرع المؤسسة الملكية الإنسانية البحرينية مؤخراً بمبلغ 3 ملايين دولار أمريكي للأونروا لبناء مركز صحي جديد في مخيم الجلزون للاجئين في الضفة الغربية، والذي سيخدم حوالي 15,000 مريض من اللاجئين الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى ذلك، قدمت المؤسسة الملكية الإنسانية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تبرعاً بقيمة 5.1 مليون دولار أمريكي منذ عام 2022 لدعم اللاجئين والنازحين داخلياً في آسيا وأوروبا.
الحضور الكريم
تحرص البحرين على استضافة فعاليات عالمية للأمم المتحدة، كان ابرزها خلال العام الجارى النسخة الخامسة من المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار في مايو الماضي ومنتدى المهارات الرقمية في شهر سبتمبر من نفس العام.
هذا ويعتز الفريق القطري للأمم المتحدة باسهاماته فى هذه الفعاليات رفيعة المستوى، وما تفرزه من نتائج تسهم فى تعزيز أجندة التنمية المستدامة.
وفى هذا السياق، قمنا بالبناء على هذه النتائج والالتزامات عند التحضير لإطار التعاون الاستراتيجي الجديد، والذي سيوجه عملنا في البحرين للأعوام 2025-2029 لمساعدة المملكة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتقدم في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وقد تم ذلك فى اطار عملية تشاورية وشاملة مع الشركاء الحكوميين والقطاع الخاص، وللمرة الأولى، مع ممثلي المجتمع المدني، بما في ذلك ممثلي الشباب والنساء والعمال والنقابات والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويمثل إطار التعاون الجديد استراتيجية متماسكة ومنسقة للنهوض بخطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 مع دعم أهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030 بشكل مباشر، ونتطلع الى توقيع اطار التعاون الاسترتيجى فى أقرب وقت.
الضيوف الكرام،
لقد اطلعتم عند دخولكم إلى القاعة على البعض من مبادرات الفريق القطري للأمم المتحدة في البحرين مؤخراً.
لم يكن لأي من النتائج التي حققناها أن تتحقق أو ستتحقق في المستقبل دون الدعم الحاسم من شركائنا البحرينيين، وأود أن أعرب عن امتناني لهم جميعاً.
ومن الناحية اللوجستية، أود أن أؤكد لكم أن هذه الفعالية لا تهدر أي نفايات. ولقد تعاونا مع منظمة خيرية محلية لضمان عدم إهدار أي طعام.
كما أدعوكم إلى أن تأخذوا معكم شجرة لتزرعوها في أحيائكم.
وستقام فعالية جانبية بعنوان ”جلسة شبابية“، حيث سيناقش مجموعة من الشباب البحريننين مواضيع متعلقة مهارات المستقبل والتنمية المستدامة.
وأخيراً، أود أن أشكر الفريق القطري للأمم المتحدة وكل زميل في أسرة الأمم المتحدة في البحرين. نحن جميعاً فخورون بالنتائج التي حققناها معاً.
دعونا نواصل العمل معاً للمساعدة في تشكيل بحرين أكثر ازدهارا وشمولاً واستدامة.
أشكركم على حضوركم والتزامكم بأهدافنا المشتركة.