كلمة المنسق المقيم إطلاق حملة ” بُذور البحرين“ 1 أكتوبر 2024
كلمة المنسق المقيم إطلاق حملة ” بُذور البحرين“ 1 أكتوبر 2024
معالي المهندس وائل بن ناصر المبارك، وزير شؤون البلديات والزراعة،
أصحاب المعالي والسعادة، الضيوف الكرام
السيدات والسادة،
إن أحد أكثر التحديات إلحاحاً في عصرنا الحالي هو التوسع الحضري السريع لكوكبنا.
إذ يعيش أكثر من نصف سكان العالم حالياً في المناطق الحضرية، ومن المتوقع أن يصل هذا المعدل إلى 70 في المائة بحلول عام 2050.
ويطرح هذا النمو الحضري غير المسبوق فرصًا وتحديات في الوقت نفسه، لا سيما في سعينا لبناء مدن أكثر استدامة وأكثر اخضرارًا.
وقد أدركت الأمم المتحدة منذ فترة طويلة أهمية التنمية الحضرية المستدامة.
وهذا الالتزام منصوص عليه في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، بما في ذلك الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة، والذي يهدف إلى جعل المدن شاملة للجميع وآمنة ومرنة ومستدامة.
إن نهج الأمم المتحدة لبناء مدن أكثر اخضراراً شامل ومتعدد الأوجه.
فهو يشمل الاستدامة البيئية والمرونة الحضرية والعدالة الاجتماعية والابتكار والمشاركة المجتمعية.
وتركز جهود الأمم المتحدة على تنفيذ سياسات وممارسات التنمية الحضرية الشاملة والمرنة والمستدامة، مع إعطاء الأولوية للحصول على الخدمات الأساسية والإسكان الميسور التكلفة والنقل الفعال والمساحات الخضراء للجميع.
وفي البحرين، البلد الذي تصل نسبة السكان الحضر فيه إلى 100٪ ، يستدعي النمو السكاني السريع والكثافة السكانية العالية والاندماج الاجتماعي والتحديات البيئية تخطيطاً حضرياً متكاملاً وأنماط إسكان تعزز توفير الطاقة، وتقليص التنقل بالسيارة، وتعزيز فرص المشي في الهواء الطلق، وتوفر الخدمات المجتمعية.
وفي هذا السياق، تبذل الحكومة جهوداً كبيرة لتعزيز التخطيط الحضري وإدارته، بما في ذلك الخدمات البلدية، وتحسين إدارة الموارد المائية، والنهوض بالزراعة الحضرية، وتوفير الطاقة المتجددة بأسعار معقولة، وتحسين فرص الحصول على سكن ملائم وبأسعار معقولة.
وتؤدي الخطة الوطنية للتشجير (2022-2035) دوراً رئيسياً في النهوض بهذه الجهود.
وقد كان دعم التخطيط الحضري المستدام على رأس جدول أعمال الأمم المتحدة في البحرين. ويشمل ذلك طرقاً مبتكرة لتقريب الأفكار الداعمة للمدن الشاملة والمرنة من سكان البحرين.
وتمثل حملة ” بُذور البحرين“ بالفعل وجها من الجهود المشتركة العديدة بين الأمم المتحدة وحكومة البحرين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك بناء مستقبل مستدام والحفاظ على البيئة الحضرية في المملكة للأجيال القادمة.
ويندرج هذا المشروع ضمن مشروع ”بناء مدن أكثر اخضراراً واستدامة“ الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ووزارة شؤون البلديات والزراعة.
وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التحول نحو أنظمة حضرية أكثر استدامة وقابلة للتكيف مع المناخ وتحسين جودة البيئة من خلال تعزيز المساحات الخضراء في المملكة، بما يتماشى مع الخطة الوطنية للتشجير.
ويشهد هذا الجهد المشترك بين برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومنظمة الأغذية والزراعة على التقدم الكبير الذي أحرزته الأمم المتحدة في البحرين لتعزيز الاتساق والفعالية والكفاءة.
وقد أدى ذلك إلى تعزيز التعاون بين وكالات الأمم المتحدة وتجسيد مقترحات شاملة للبرامج والمبادرات المشتركة بين الوكالات، مما سمح بتقديم عرض أكثر تكاملاً لدعم للحكومة في مجالات عمل رئيسية.
كما أن المشروع مثال على العمل المباشر مع المجتمع، بما في ذلك التواصل مع أطراف معنية متعددة، مثل الشباب.
وبينما نستعد لإطلاق إطار التعاون الجديد للبحرين، والذي يمثل خارطة طريق للعمل المشترك بين الأمم المتحدة والحكومة في الفترة 2025-2029، سنحرص على البناء على النجاحات والدروس المستفادة من المبادرات المشتركة المماثلة لمواصلة دعم مملكة البحرين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، وذلك بحلول الموعد النهائي المحدد في عام 2030.
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة،
في الختام، أود أن أتطرق إلى قمة المستقبل التي استضافتها الأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر من هذا العام، حيث اعتمد قادة العالم بالإجماع ميثاقاً للمستقبل يتضمن ميثاقاً رقمياً عالمياً وإعلاناً بشأن الأجيال القادمة.
ويهدف الميثاق إلى توسيع وتعزيز مشاركة الشباب في صنع القرار على المستويين الوطني والعالمي.
ونحن نعلم أنه بحلول عام 2030، سيكون 60 في المائة من سكان الحضر تحت سن 18 عاماً.
ويسلط موضوع اليوم العالمي للموئل الذي يحتفل به هذا العام في 7 أكتوبر/تشرين الأول الضوء على الدور الحيوي للشباب في خلق مستقبل حضري أفضل.
ونحن في الأمم المتحدة نشجع الشباب على قيادة الطريق نحو مستقبل مستدام لا يترك أحداً متخلفاً عن الركب.
أدعو شباب البحرين للمشاركة بفعالية في هذه الحملة المبتكرة.
فبطاقاتكم فقط يمكننا بناء مدن أكثر خضرة واستدامة حيث يمكن للمجتمع بأكمله أن يزدهر.
شكراً لكم.