أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أهمية التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعا الحكومات إلى العمل معا لبناء مستقبل أكثر استدامة وإنصافا للجميع.
وقال الأمين العام إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تاريخية لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة، ولكنه يحمل أيضا تحديات كبيرة تتطلب تعاونا دوليا واسع النطاق. وأشار إلى أننا نقف عند لحظة محورية، حيث يتطور الذكاء الاصطناعي بسرعة هائلة، "ويغير عالمنا بطرق لم نبدأ بعد في فهمها".
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي له القدرة على المساعدة في إنقاذ أهداف التنمية المستدامة وفتح آفاق لمستقبل أكثر استدامة وإنصافا، حيث تقدر الأبحاث الحديثة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تسريع تحقيق ما يقرب من 80 في المائة من تلك الأهداف.
ومع ذلك، يقول الأمين العام إننا نواجه حقيقة صارخة وهي أن فرص الذكاء الاصطناعي ليست متساوية، إذ تتركز قدرات الذكاء الاصطناعي حاليا في يد حفنة من الشركات القوية - وحتى في عدد أقل من البلدان. وفي الوقت نفسه، تواجه العديد من البلدان تحديات كبيرة في الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأكد الأمين العام أننا نحتاج إلى التعاون الدولي – والتضامن كي نتمكن من تسخير إمكانات الذكاء الاصطناعي، "ويجب علينا، بشكل عاجل، سد فجوة الذكاء الاصطناعي في البلدان النامية".
تأثير غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفا
المخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي غير متساوية أيضا، وفقا للأمين العام. فبدون ضوابط كافية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفاقم عدم المساواة والفجوات الرقمية بشكل أكبر، وأن يؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الأكثر ضعفا. ودعا الأمين العام إلى ضرورة أن نغتنم هذه الفرصة التاريخية لوضع الأسس لحوكمة شاملة للذكاء الاصطناعي - لصالح الإنسانية جمعاء.
وبينما نبني قدرات الذكاء الاصطناعي، يقول الأمين العام إنه يتعين علينا أيضا تطوير المعرفة المشتركة والسلع العامة الرقمية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الشبكات حيث يتم تجميع الخبرات وبيانات تدريب الذكاء الاصطناعي وإتاحتها لكل من يحتاج إليها.
وأوضح الأمين العام أن مراكز الذكاء الاصطناعي المترابطة عبر مختلف البلدان والقارات يمكنها تسريع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز تنوع البيانات والشمول، وتعزيز التعاون بدلا من المنافسة.
ميثاق رقمي عالمي
وقال أنطونيو غوتيريش إن الحكومات تتفاوض حاليا على الميثاق الرقمي العالمي الذي سيتم اعتماده خلال قمة الأمم المتحدة للمستقبل المقرر انعقادها بنهاية هذا الشهر في نيويورك.
وأضاف أن الميثاق يتضمن مقترحات جديدة بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي وبناء القدرات، مشيرا إلى أن هيئته الاستشارية رفيعة المستوى المعنية بالذكاء الاصطناعي ستصدر تقريرها النهائي هذا الشهر، مع سلسلة من التوصيات التي تشمل:
- أولا، إنشاء شبكة لتنمية القدرات في مجال الذكاء الاصطناعي تربط مراكز الذكاء الاصطناعي وتوفر الخبرة وبيانات التدريب خاصة للدول النامية؛
- ثانيا، إنشاء صندوق عالمي للذكاء الاصطناعي من أجل أهداف التنمية المستدامة؛
- ثالثا، تطوير إطار عالمي للبيانات، حتى تتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي المحلية من الازدهار.
قراران حول الذكاء الاصطناعي
تتمتع الأمم المتحدة بمكانة فريدة لتعزيز التعاون الرقمي ودعم التبادل العالمي لنماذج الذكاء الاصطناعي والمواهب، وفقا للأمين العام، مشيرا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت بالفعل قرارين بشأن هذه المسألة: يتعلق القرار الذي قادته الصين بتعزيز التعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي. أما القرار الآخر من جانب الولايات المتحدة فهو يتعلق بتعزيز أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة والجديرة بالثقة والشاملة.
وحث الأمين العام المشاركين في ورشة العمل في شنغهاي على تعزيز الذكاء الاصطناعي التعاوني، والانخراط في شراكات من شأنها أن تزدهر بعد هذه الورشة.
ومع الاقتراب من قمة المستقبل، حث الأمين العام المشاركين على رفع أصواتهم في المناقشات في نيويورك. واختتم حديثه قائلا: "معا، دعونا نطور أدوات مبتكرة وشاملة لحوكمة الذكاء الاصطناعي والتعاون - وبناء مستقبل أكثر استدامة وإنصافا للجميع".