يستمر المنتدى لمدة أسبوعين ويعقد هذا العام تحت شعار: "تعزيز خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والقضاء على الفقر في أوقات الأزمات المتعددة من خلال توفير حلول مستدامة ومرنة ومبتكرة". يركز المنتدى على استعراض التقدم في مجالات حيوية مثل مكافحة الفقر والجوع وتغير المناخ، والمساواة بين الجنسين، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه تحقيق هذه الأهداف.
وقالت رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، السفيرة باولا نارفايز إن المنتدى السياسي يمثل تتويجا لدورة العمل السنوية للمجلس. ويتيح فرصة لتحديد الأولويات الرئيسية في السياسات التي ستشكل جهودنا الجماعية للتصدي للتحديات العالمية طويلة الأجل ورسم مسار مستدام ومرن نحو المستقبل، مما يضمن عدم تخلف أحد عن الركب.
أما نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد فقد وصفت المنتدى بأنه فرصة عظيمة لتغيير مجريات الأمور في عالمنا الذي يواجه تحديات متعددة ومترابطة، مشيرة إلى أن قمة أهداف التنمية المستدامة التي عقدت العام الماضي ولدت زخما جديدا والتزاما بتسريع تنفيذ خطة عام 2030. وأوضحت أن المنتدى السياسي رفيع المستوى "هو فرصتنا لمواصلة هذا الزخم للأمام ومضاعفة الجهود بينما نتطلع إلى عام 2030".
قمة المستقبل: فرصة نادرة للأجيال
وقالت نائبة الأمين العام إن هذا المنتدى السياسي سيكون بمثابة لحظة مهمة للتفكير في كيفية المضي قدما بهذا التقدم في سياق قمة المستقبل المقرر انعقادها في نيويورك في أيلول/ سبتمبر المقبل. وأوضحت أن القمة تعد فرصة نادرة لإصلاح الثقة المتآكلة وإظهار أن التعاون الدولي يمكنه أن يدفعنا إلى الأمام.
كما يمكن لهذا المنتدى أن يساعد في تحديد الإجراءات الجريئة والتحويلية التي يجب أن تحققها القمة بالنسبة للأجيال الحالية والمستقبلية. وسيكون أيضا بمثابة فرصة لتسليط الضوء على المجالات التي يمكن للأمم المتحدة أن تدعم فيها البلدان بشكل أفضل في طريقها نحو أهـداف التنمية المستدامة.
الفقر هو التحدي الحاسم في عصرنا
وقالت أمينة محمد إن الفقر يظل التحدي الحاسم في عصرنا. "فقد وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات عالية بشكل مثير للقلق. وتتزايد الأزمات الإنسانية وحالات النزوح، ويغذيها ارتفاع مستويات الصراع. ولا تزال النساء والفتيات يواجهن التمييز والحرمان. وتأثيرات تغير المناخ تتزايد حدتها، ولا تواكب الإجراءات والتمويل من أجل التخفيف والتكيف والحد من الخسائر والأضرار".
انتكاسة عقود في غزة والسودان
وأضافت نائبة الأمين العام أن الناس والبلدان على حد سواء لا يزالون متخلفين عن الركب، ومحرومين من الدعم والتمثيل الذي يحتاجونه ويستحقونه على طاولات صنع القرار العالمية. وفي هذا الصدد، دعت أمينة محمد إلى أن نتوقف لحظة للتأمل والتذكر بأن آمال الناس في السودان وغزة وأوكرانيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة قد انتكست لعقود من الزمن.
وأشارت إلى ما وصفتها بأنها "حقيقة مثيرة للقلق البالغ"، وهي أن أقل من خُمس أهـداف التنمية المستدامة تسير على الطريق الصحيح. وقالت إن هذا الأمر لا ينبغي أن يكون مقبولا بالنسبة لنا جميعا. وأكدت أن هذا التأخر قابل للإصلاح، "إذا استجمعنا الالتزام والأفكار والحلول والاستثمارات التي تدفع تقدمنا حتى الآن"، مشيرة إلى أن هذا هو ما يدور حوله هذا المنتدى – إيجاد الحلول والإرادة السياسية لتحويل أقوالنا إلى أفعال تؤثر على حياة المليارات من الناس.
فعاليات متعددة
ضمن فعاليات المنتدى، سيعقد الأمين العام حدثا خاصا حول "تحويل التعليم" يوم الخميس، بالتعاون مع رئيس الجمعية العامة ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي. ويوم الاثنين المقبل، ستساهم نائبته أمينة محمد في عقد حدث خاص حول تسريع أهداف التنمية المستدامة بعنوان "مسارات التقدم" بالشراكة مع البعثة الدائمة لإسبانيا.
وسيبحث هذا الحدث الحاجة إلى زيادة الاستثمار في التحولات في أهداف التنمية المستدامة ويسلط الضوء على أمثلة للعمل على المستوى القُطري، حيث يتم دعم الجهود الحكومية من قبل فرق الأمم المتحدة القُطرية، والاستفادة من الصندوق المشترك لأهداف التنمية المستدامة ومبادرات قمة أهداف التنمية المستدامة عالية التأثير.
ماذا تعرف عن المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة؟
يعد المنتدى بمثابة متابعة لقمة أهداف التنمية المستدامة التي انعقدت في أيلول/سبتمبر 2023، والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بأنها "لحظة وحدة" لتحويل أهـداف التنمية المستدامة إلى حقيقة.
ويشهد المنتدى مشاركة وزراء حكومات وناشطين وأعضاء مجتمع مدني في برنامج مزدحم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وسيتم بث الكثير من فعالياته مباشرة على موقع البث الشبكي للأمم المتحدة.
يمكنكم الاطلاع على مقالنا التوضيحي لمعرفة المزيد عن المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة.