استطلاع للمرأة يكشف عزم المرأة على الدفاع عن الحقوق والتمثيل في الحكومة
تظهر نتائج استطلاعات الرأي التي أجريت في 185 دولة أن 86% يعتبرون أن تغير المناخ من القضايا الرئيسية، وأن أكثر من 50% يعتبرون النزاعات من بين المخاوف الرئيسية.
أظهر استطلاع عالمي جديد للأمم المتحدة ، صدر اليوم، أن هنالك أغلبية كبيرة من النساء ، عازمات على المساهمة في الجهود المبذولة لتعزيز حقوق المرأة ومشاركتها في الحكومة.
ويكشف استطلاع "نحن النساء" أنه على الرغم من مواجهة رد فعل عالمي ضد حقوق المرأة، فإن 85% من بين أكثر من 25 ألف امرأة شملهن الاستطلاع في 185 دولة، أعربن عن استعدادهن للمساهمة في تعزيز حقوقهن.
وتعتقد 60 في المائة من النساء أن تمثيل المرأة في المناصب القيادية في بلدانهن سوف يتحسن خلال العقد المقبل. وتؤكد أكثر من ثلثي النساء في جميع أنحاء العالم على ضرورة تعزيز التمثيل في المناصب القيادية على المستويين الوطني والعالمي للتأثير على المستقبل. وتعتبر النساء أنفسهن مدافعات عن حقوق المرأة بنسبة ساحقة تبلغ 85 في المائة.
ويكشف الاستطلاع الجديد، الذي أجراه مكتب الأمم المتحدة للشراكات وشركة استطلاعات الرأي جون زغبي ، عن تفاؤل واسع النطاق بين النساء فيما يتعلق بمجموعة من القضايا، حتى في ظل التحديات والنزاعات والأزمات المتزامنة التي يشهدها في العالم.
وقالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد: "يُظهِر هذا الاستطلاع أنه حتى في مواجهة الرفض المستمر لتعزيز حقوق المرأة وتمثيلها، فإن النساء في كل مكان يُظهِرن العزم والالتزام بإحداث التغيير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة
وأكدت أن " النساء يدركن أنه من الضروري أن يكون لهن مقعد على الطاولة وأن يتمتعن بسلطة اتخاذ القرار لإنجاز الأمور."
وقالت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية, سفينيا شولتسه: "لقد بدأنا حملة "نحن النساء" لتشجيع النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم على العمل كقدوة وقائدات".وأضافت قائلة "لتسليط الضوء على قصص النساء وكيف اخترقن الأسقف الزجاجية، ولإطلاق العنان لإمكانيات كل فتاة لتحسين حياتها ومجتمعها. لقد تأثرت بشدة بالعدد المذهل من النساء من جميع أنحاء العالم اللاتي شاركن في الاستطلاع. لقد تبين أن النساء في جميع أنحاء العالم يطالبن بالتغيير وعلى استعداد للعمل. هذه دعوة ملهمة للعمل لنا جميعًا. سأستمر في العمل الجاد مع أخواتي لتلبية هذا النداء وتحسين حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين."
ويشكل الاستطلاع حجر الاساس لحملة "نحن النساء"، التي أطلقتها نائب الأمين العام أمينة محمد والوزيرة شولتسه في سبتمبر/أيلول 2023، على هامش قمة أهداف التنمية المستدامة. ومن المأمول أن تساعد الأفكار التي تم الحصول عليها من الاستطلاع في توجيه جهود المجتمع الدولي لمعالجة القضايا العالمية في السنوات المقبلة، بما في ذلك قمة المستقبل المقررعقدها في سبتمبر/أيلول 2024.
اغلبية النساء يرون تحسنًا في جودة الحياة.
أفادت أغلب النساء أنهن شهدن بعض التقدم في حياتهن على مدى السنوات الخمس الماضية ويتوقعن المزيد من التحسن في السنوات الخمس المقبلة ــ وتتوقع أغلبية كبيرة (57%) تحسناً في نوعية الحياة، في حين تتوقع 9% فقط أن تسوء. وتبدي النساء الأصغر سناً فارقاً قدره 20 نقطة مقارنة بالنساء الأكبر سناً فيما يتعلق بمستقبلهن. ويسود هذا التفاؤل كل المناطق حيث تبلغ أعلى مستوياته في أفريقيا (67 إلى 8 في المائة)، تليها أميركا اللاتينية (60 إلى 10 في المائة)، وأوروبا الغربية وأميركا الشمالية (53 إلى 12 في المائة)، وأوروبا الشرقية (46 إلى 10) في المائة.
المناخ والنزاعات من أهم المخاوف
وعلى الرغم من التفاؤل، إلا أن هناك تحديات كبيرة تلوح في الأفق. حيث ذكرت حوالى نصف النساء اللواتي شملهن الاستطلاع ان تغير المناخ وانعدام الأمن الاقتصادي وعدم المساواة بين الجنسين من المخاوف الرئيسية.
وتتوقع نسبة كبيرة من النساء تبلغ 86 في المائة على مستوى العالم التأثر بتغير المناخ أو توقع تأثيره على صحتهن بسبب تدهور جودة الهواء والمياه وزيادة حدوث الكوارث الطبيعية.
وأعربت أكثر من نصف النساء المشاركات في الاستطلاع و70 في المائة من النساء في أوروبا الشرقية عن مخاوفهن بشأن التأثر بالصراع المسلح أو الحرب في العقد المقبل.
وحددت النساء العديد من الحواجز التي تحول دون تحقيق قدراتهن، حيث كانت الصحة العقلية مصدر قلق أساسي ذكرته 46 في المائة من النساء، تليها مسؤوليات الأسرة ورعاية الأطفال (42 في المائة)، وعدم المساواة بين الجنسين في المهام المنزلية (41 في المائة)، وعدم كفاية الوصول إلى الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (29 في المائة)، والعنف المنزلي (27 في المائة).
وعندما يتعلق الأمر بأهداف التنمية المستدامة، أعطت النساء الأولوية للهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالصحة الجيدة والرفاهية باعتباره الأكثر أهمية بالنسبة لهن (40 في المائة)، يليه مباشرة الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة بشأن التعليم الجيد (38 في المائة) والهدف السادس عشر من أهداف التنمية المستدامة بشأن السلام والعدالة والمؤسسات القوية (38 في المائة).
وفيما يتعلق بقضايا التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يرى حوالي ضعف هذا العدد (45 في المائة) أنها فرصة وليست تهديدًا، لكن النساء يتوقعن آثارًا سلبية في مجالات معينة من الحياة. وتعتقد ثلثى النساء أن الذكاء الاصطناعي مفيد لتعليمهن، بينما يعتقد أقل من ثلثهن أنه يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على أمنهن وحرياتهن المدنية.
هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التعاون الدولي
يكشف الاستطلاع عن استياء واسع النطاق إزاء الافتقار إلى التعاون الدولي في معالجة التحديات العالمية. إذ يعتقد 19% فقط أن البلدان تتعاون بشكل كاف لحل النزاعات، و21% في معالجة انعدام الأمن الاقتصادي، و30% في معالجة عدم المساواة بين الجنسين ــ وهو ما يسلط الضوء على الافتقار الملحوظ إلى العمل المتعدد الأطراف .
وقالت أكثر من ثلثي المشاركات في الاستطلاع إن النساء ينبغي أن يشغلن المزيد من المناصب القيادية في المنظمات الدولية والحكومات الوطنية والمحلية (69%) ، وإن هناك حاجة إلى بذل جهود أكبر لجمع أصوات النساء وتطلعاتهن على أساس منتظم (48%) وإجراء المزيد من المشاورات مع شبكات النساء بشأن المسائل العالمية (41%).
يمكن الاطلاع على تقرير الاستطلاع العالمي "نحن النساء" هنا