في حوار مع أخبار الأمم المتحدة، وزيرة الشباب البحرينية تؤكد: المملكة تؤمن بقدرة الشباب على التغيير وثقتنا فيهم عمياء
قالت السيدة روان بنت نجيب توفيقي وزيرة شؤون الشباب في مملكة البحرين إن بلادها تؤمن إيمانا قاطعا بالشباب وقدرتهم على إحداث التغيير وصناعة مستقبل أفضل.
جاء ذلك في حوار مع أخبار الأمم المتحدة على هامش مشاركة وزيرة الشباب البحرينية في منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. السيدة روان توفيقي أشارت إلى برنامج "لامع" الذي أطلقه الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وهو برنامج قالت إنه يكشف عن الطاقات الشبابية البحرينية التي يمكن أن تتسلم زمام القيادة في المستقبل.
وأشارت الوزيرة البحرينية إلى اعتماد بلادها استراتيجية وطنية لتمكين الشباب، تستند إلى الأمل والإيمان بأن مستقبل الشباب سيكون أفضل من حاضرهم.
في بداية الحوار حدثتنا الوزيرة روان بنت نجيب توفيقي عن مشاركتها في المنتدى في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
روان بنت نجيب توفيقي: بداية، شكرا للاستضافة، وأثمن هذه الفرصة. هذه أول زيارة لي لمنتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي. وكانت من أهم الزيارات بالنسبة لي، لأن تمثيل الشباب على المستوى الحكومي هو أمر نسعى له في مملكة البحرين. وهذا السعي عالمي أيضا. نؤكد أن ثقتنا في الشباب هي ثقة عمياء لأن التغيير مصدره الشباب وصناعة المستقبل تتم بأيدي الشباب، وإذا نحن لم نمثلهم في أهم منتدى شبابي عالمي نكون قد تخلفنا قليلا عن هذا السياق.
أخبار الأمم المتحدة: نظمتم فعالية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك على هامش منتدى الشباب حدثينا أكثر عنها؟
روان بنت نجيب توفيقي: لدينا في مملكة البحرين جائزة دولية هي جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهـداف التنمية المستدامة. طرحنا هذه الجائزة خلال منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة عام 2017. أصررنا على تنظيم فعالية على هامش المنتدى الشبابي لإخبار العالم بالأرقام التي وصلنا لها وبالتغييرات التي أحدثناها على مدار نسخ سابقة وأيضا نحن بصدد إطلاق النسخة المقبلة خلال شهرين أو ثلاثة.
نريد أن يشارك شباب العالم والمؤسسات الشبابية في هذه الجائزة التي تمثل هدية من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لشباب للعالم. يؤمن جلالة الملك بأنه عن طريق الشباب يمكننا أن نغير المستقبل ونجعل العالم أفضل.
نريد من خلال هذه الهدية أن نصل لكل الشباب في كل الدول. وقد وصلنا لأكثر من سبعة آلاف مشارك من 122 دولة، ولكن نطمح للوصول إلى عدد أكبر. نريد أن نصل للشباب الذي لم يكن يعرف عن الجائزة كي نتعرف على أفكاره. نعرف أن جيل الشباب هم مسببات التغيير، في خضم التغييرات الجارية في العالم بأكمله. كانت فعالية مميزة صراحة بحضور مختلف الدول الأعضاء والوفود الشبابية أيضا.
الجائزة بها فئات عديدة للأفراد وللمؤسسات. طريقة التقديم سهلة وبسيطة للغاية. هناك موقع إليكتروني مخصص للجائزة. وكل من يريد أن يتعرف أكثر على تفاصيل الجائزة وطريقة التقديم ومعايير التقديم والاختيار، يمكنه زيارة الموقع الذي تتوفر فيه كل هذه المعلومات. وإذا أراد شخص أو شاب أو مؤسسة التعرف على معلومات أكثر، فقنواتنا مفتوحة للتواصل- سواء في وزارة الشباب أو حكومة البحرين، وأيضا من خلال التواصل الشخصي معي.
أخبار الأمم المتحدة: يوفر منتدى الشباب فرصة للشباب من جميع أنحاء العالم للقدوم هنا إلى نيويورك لمشاركة رؤاهم وأعمالهم على طريق تعزيز التنمية المستدامة. ما الذي تفعله حكومة مملكة البحرين في سبيل تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة؟
روان بنت نجيب توفيقي: هناك اهتمام خاص بقطاع الشباب من القيادة البحرينية - سواء من جلالة الملك أو سمو ولي العهد الذي جعل الشباب أولوية في برنامج عمل الحكومة. هناك أيضا اهتمام من سمو الشيخ ناصر ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب.
ظللنا نعمل ولفترة طويلة، ولله الحمد، فقد تم خلال السنة الماضية (2023) اعتماد استراتيجية وطنية لتمكين الشباب، وفيها أهداف كثيرة يمكنني تلخيصها في كلمتين: نحن دائما نقول إنه بدون الأمل وبدون الإيمان، لا يؤمن الشباب بأن مستقبلهم سيكون أفضل. ونحن نسعى لتحقيق هذين الهدفين. عندما نقول الإيمان والأمل فنحن نقصد إيمان الشاب وأمله في أن مستقبله أفضل من حاضره، وأن حاضره أفضل من ماضيه.
باختصار هذه هي الاستراتيجية المكونة من عناصر كثيرة، ولها أبعاد أكثر. لدينا أيضا برامج كثيرة من ناحية القيادة، فهناك برنامج أطلقه سمو الشيخ ناصر اسمه "لامع" وهو برنامج يكشف عن الطاقات الشبابية البحرينية التي يمكن أن تتسلم زمام القيادة وأنا من ضمن خريجي هذا البرنامج أيضا، وهذا يبين ثقة المملكة بأن الشباب قادر على التغيير.
أيضا لدينا برامج كثيرة مثل برنامج مدينة الشباب. ونحن بصدد إطلاق النسخة الثالثة عشرة. يجمع البرنامج عددا كبيرا من الشباب البحريني ونسعى أن يكون هذا البرنامج عالميا وليس محليا فقط كي يتمكن الشباب من اكتساب المهارات التي يحتاجونها في سوق العمل - بطريقة شبابية وبطريقة يحبونها، وبجيش من المتطوعين الشباب الذين هم أصلا سر نجاحنا. هناك عدد كبير من البرامج والمبادرات التي نقدمها.
هناك أمر واحد نسعى له بشكل كبير وهو خلق المجتمعات الصالحة من الشباب، لأننا لا نريد أن يشعر الشاب بأنه وحيد أو أنه يقوم بعمل فردي. فنحن كلما نرى مجموعة من الشباب لهم نفس الأهداف نخلق لهم هيئة شبابية، نحتويهم ونمكنهم من الانطلاق. نحن نؤمن بأنه يمكننا أن نصنع التغيير بأيدي الشباب وسواعدهم.
UN News
أخبار الأمم المتحدة: هل ترين أن هناك تحديات معينة تقف في طريق الشباب البحريني؟
روان بنت نجيب توفيقي: نحن دائما نقول إن الشباب البحريني لا يعرف المستحيل، التحديات دائما موجودة، مثل أن يشعر الشاب أن صوته غير مسموع أو أنه ليس بإمكانه الوصول إلى فرص عديدة. لكنها مجرد أحاسيس لأن الأرقام والإحصائيات تبين أن هناك فرصا كثيرة مثل عدد الشباب في جهات العمل وعدد الشباب الذين طوروا أعمالهم والذين حصلوا على فرص الابتعاث، وفرص تمثيل المملكة خارجيا، هذه كلها تبين أن هناك فرصا كثيرة، ولكننا دائما نقول إن الفرصة تأتي لمن يسعى لها.
أخبار الأمم المتحدة: إذا ما تحدثنا عن المنطقة العربية بصورة عامة يعاني الشباب العربي من تحديات كثيرة، ولكن برغم ذلك طبعا هناك الكثير من الأمثلة الناجحة. يتمتع الكثير من الشباب العرب بالصبر والمرونة والقدرة على الإبداع. ما هي رسالتك لهم؟
روان بنت نجيب توفيقي: رسالتي لهم - وهذه أيضا رسالة الأمم المتحدة – أنكم لستم وحدكم ونحن دائما معكم وهناك تكاتف بين الشباب البحريني وشباب العالم. في نهاية المطاف نجاح شاب من دولة ثانية هو نجاح لنا أيضا. نحن نتكلم عن قطاع الشباب كقطاع كامل، نحن نتكلم عن مستقبل في ظل الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهها الشباب، لكننا نرى أمثلة تؤكد لنا فعلا أن الشباب لا يعرف المستحيل.
فرسالتي لهم هي واصلوا وتحلوا بالأمل والإيمان بأن المستقبل سيكون أفضل، وبأن الشباب البحريني والبحرين في خدمتكم ونفتح لكم كل الأبواب التي تحتاجونها إن شاء الله.