المنتدى العربي للتنمية المستدامة 2024
المنتدى العربي للتنمية المستدامة ينطلق في بيروت تحت عنوان "العمل من أجل الاستدامة والسلام".
لم يتبقَّ سوى 6 سنوات حتى الموعد النهائي لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. لذلك، باتت مراجعة التقدّم المحرز في صياغة وتنفيذ السياسات الصحيحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية أمرًا ملحًّا، وبخاصة مع التطورات الأخيرة في المنطقة، التي ستطرح بلا شك تحديات جسيمة وستؤخّر تحقيق هذه الأهداف الطموحة.
واستجابةً لهذه الحاجة الملحّة، انطلقت صباح اليوم أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة لعام 2024 الذي تنظّمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع جامعة الدول العربية وهيئات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية، في بيت الأمم المتحدة في بيروت، بمشاركة وفود رفيعة المستوى وممثلي الحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بالإضافة إلى برلمانيين وباحثين وأكاديميين.
يسلّط منتدى هذا العام الضوء على التقدّم المحرز في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة المعنية بالقضاء على الفقر والجوع، والعمل المناخي، والسلام والعدل والمؤسسات القوية، والشراكات لتحقيق الأهداف. وسيناقش المشاركون أيضًا الابتكار الرقمي والحوكمة والتعاون في المنطقة العربية، تحضيرًا لـمؤتمر القمة المعني بالمستقبل، الذي سيُعقد في أيلول/سبتمبر المقبل في نيويورك، والذي سينبثق عنه اتفاق رقمي عالمي يحدّد رؤية لمستقبل رقمي مفتوح وحرّ وآمن للجميع.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلت خلال الأعوام الماضية للحد من الفقر في البلدان العربية، إلا أن التقدم لا يزال دون الطموح، لا سيما مع الأزمات المتعددة التي تتعرض لها المنطقة. وتحدّ هذه الأزمات أيضًا من توفر الغذاء والقدرة على الوصول إليه، مما يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي خاصة في أوساط النازحين واللاجئين.
وفيما حذّرت محمّد من أنّ الصراعات المستمرة والمتكررة تؤثر مباشرة على 182 مليون شخص في تسعة بلدان من هذه المنطقة، نوّهت بعلامات الأمل القائمة على رغم ذلك. وقالت: "علينا زيادة الجهود لوضع سياسات واستثمارات يمكنها تحقيق تغيير تحويليّ. هناك العديد من الدول العربية التي شرعت بتسريع الجهود لتحقيق تغيير جذري، إن لجهة الطاقة النظيفة أو النظم الغذائية أو الرقمنة أو إصلاح الحماية الاجتماعية والتنويع الاقتصادي".
ويوفر المنتدى للحكومات والقطاع الخاص والمعنيين بالتنمية منبرًا لمناقشة التدخلات الناجحة على مستوى السياسات والتمويل وتسخير التكنولوجيا من أجل تحفيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز قدرة البلدان على الصمود في أوقات الأزمات المتعدِّدة.
في كلمتها، شدّدت دشتي على "أنّنا اليوم نقف متّحدين، ليس فقط للعمل على تحقيق التنمية المستدامة والنمو، بل أيضًا لرسم مستقبل لا تُدْفَن فيه تطلّعاتُ أيّ طفل تحت أنقاض الصراعات، ولا يكون فيه الناس المهمَلين والبالغ عددهم 187 مليونًا في المنطقة العربية مجرّد رقم، بل رُكنًا أساسيًا من أركان مسيرتنا نحو الرخاء والسلام والاستدامة. وأضافت: "إنّ أهداف التنمية المستدامة هي وعودٌ لأطفال غزة، وللملايين أمثالهم، بأنّ حياتهم لن تبقى رهينة للظروف التي ولدوا فيها، بل إنّنا سنجعلها أفضل من خلال الفرص التي نخلقها لهم".
ويشهد مجال الابتكار في المنطقة تقدمًا خجولًا، ففي عام 2023، حلّت ثلاثة بلدان عربية فقط ضمن أعلى 50 مرتبة بحسب مؤشر الابتكار العالمي. ورغم أن العديد من الدول تعمل على توفير بيئة مؤاتية للابتكار، إلّا أنّ التحدّي الرئيسي لا يزال توفير التمويل اللازم وضمان تبني مبادئ الاستدامة.
والمنتدى العربي للتنمية المستدامة هو الآليّة الإقليميّة الرئيسيّة المعنيّة بمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويصدر عن المنتدى العربي تقرير يتضمن أهم الرسائل المنبثقة من الحوار الإقليمي حول الفرص والتحدّيات المتعلّقة بتنفيذ خطة عام 2030، والتي ستُرفع إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة المزمع عقده في نيويورك في شهر تموز/يوليو المقبل.
للمزيد من المعلومات حول المنتدى ولمتابعة البث المباشر لما تبقى من جلسات، يرجى الضغط على هذا الرابط.
للكلمات الافتتاحية كاملة والمزيد من المواد الإعلامية، يرجى الضغط على هذا الرابط.