ملاحظات المنسق المقيم في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
سعادة السيد أحمد محمد حكيم الطريفي، رئيس قطاع الشئون العربية بوزارة خارجية مملكة البحرين،
سعادة السيد طه محمد عبد القادر سفير دولة فلسطين في مملكة البحرين،
أصحاب السعادة،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نجتمع اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي يتم الاحتفال به سنوياً فى يوم 29 نوفمبر من كل عام منذ 1978، تزامناً مع ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181 لسنة 1947 والمتعلق بتقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين: واحدة عربية، والأخرى يهودية. ومنذ صدور هذا القرار أقيمت الدولة اليهودية، ولم تر الدولة العربية النور حتى هذا اليوم.
وتأتى ذكرى هذه المناسبة هذا العام ضمن ظروف صعبة للغاية تُعتبر من أحلك الفصول في تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث تخللت الأسابيع السبعة الماضية كماً هائلاً من الأعمال العدائية، في غزة وإسرائيل، نتج عنها خسائر فادحة صدمت العالم، فضلاً عن تعرض المدنيين في غزة لكارثة انسانية تزداد سوءا يوما بعد يوم.
لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الدولي، حيث يجب احترام ودعم القانون الإنساني الدولي. كما لا يمكن تطبيق القانون الإنساني الدولي بشكل انتقائي.
وعلى مدى الأيام الستة الماضية، أتاح صمت الأسلحة قدرا من الراحة للسكان في غزة وإسرائيل، وأتيح للأمم المتحدة توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وبلوغ المساعدات إلى بعض المناطق الشمالية التي كانت مقطوعة عن العالم لعدة أسابيع. لكن هذه المساعدات بالكاد تلبي الاحتياجات الهائلة لـ 1.7 مليون نازح، والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم. وكلما طال أمد الهدنة، كلما تمكنت وكالات الإغاثة الإنسانية من إرسال المزيد من المساعدات إلى غزة وعبرها.
لقد تابعنا تبادل الرهائن والسجناء. وتعرب الأمم المتحدة، التي تكرر الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، عن تقديرها للجهود الدبلوماسية للمجتمع الدولي الرامية إلى تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الذين يجب معاملتهم معاملة إنسانية والسماح لهم بتلقي زيارات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي الوقت ذاته، نأمل أن يجلب إطلاق سراح المزيد من المعتقلين الفلسطينيين قدرا من الراحة لعائلاتهم وأحبائهم. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الحوار الذي أدى إلى هذا الاتفاق يجب أن يستمر، وصولا إلى وقف كامل لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
السيدات والسادة،
يُمثل اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة للمجتمع الدولي لإعادة تركيز اهتمامه على حقيقة أن قضية فلسطين لا تزال دون حل وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف كما حددتها الجمعية العامة، وهي: الحق في تقرير المصير والحق في الاستقلال والسيادة الوطنية وحق عودة اللاجئين. ويقوم الأمين للأمم المتحدة بتوجيه رسالة كل عام فى هذا الصدد، وأدعوكم للاطلاع على رسالة السيد أنطونيو جوتيريش لهذا العام.
كما أدعوكم لزيارة معرض الصور الذي يقام تحت عنوان "فلسطين – أرض وشعب" والذي يتم إطلاقه على التوازي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك اليوم. ويحيي المعرض ذكرى النكبة، وهي جملة الأحداث المأساوية التي وقعت خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948 عندما طُرد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من منازلهم وفرارهم منها ليصبحوا لاجئين.
ويقدم هذا المعرض صوراً وأعمالاً فنية تصور حلقات مختلفة من الرحلة الفلسطينية قبل وأثناء وبعد النكبة. وهو بمثابة تذكير بأن ما يقرب من 6 ملايين فلسطيني ما زالوا لاجئين حتى يومنا هذا.
إن لقضية فلسطين التي لم يتم حلها بعد آثاراً سلبية إقليمية ودولية، وتتسبب في معاناة إنسانية هائلة. وستستمر الأمم المتحدة في إتاحة كافة إمكاناتها لدعم جهود الوساطة الدولية والاضطلاع بدورها الانساني لحين أن يتم حل القضية من خلال مفاوضات مؤداها قيام دولتين، تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن وتكون القدس عاصمة للدولتين.
شكراً.