الأمين العام--ملاحظات أمام القمة العالمية للعمل المناخي COP28
٠١ ديسمبر ٢٠٢٣
ترجمة غير رسمية
صاحب السمو الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،
أود أن أعرب عن امتناني العميق للضيافة الرائعة التي نتمتع بها في دبي من حكومة وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة.
رئيس مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، الدكتور سلطان أحمد الجابر، أود أن أهنئكم على البداية الإيجابية لمؤتمر الأطراف مع الموافقة السريعة على جدول الأعمال والتشغيل التاريخي لصندوق الخسائر والأضرار. تهانينا.
أصحاب السعادة، أيها الأصدقاء، مع حفظ المقامات.
قبل بضعة أيام فقط، كنت على الجليد الذائب في القارة القطبية الجنوبية.
قبل وقت ليس ببعيد، كنت بين الأنهار الجليدية الذائبة في نيبال.
هاتان البقعتان متباعدتان، لكنهما تواجهان نفس الأزمة.
يختفي الجليد القطبي والأنهار الجليدية أمام أعيننا، مما يسبب الفوضى في جميع أنحاء العالم: من الانهيارات الأرضية والفيضانات، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار.
ولكن هذا ليس إلا عرضا واحدا من أعراض المرض الذي أدى إلى تركيع المناخ.
هذا مرض لا يقدر على علاجه إلا أنتم، يا قادة العالم.
أصحاب السعادة،
تشير العلامات الحيوية للأرض إلى الانهيار: انبعاثات قياسية، وحرائق شرسة، وجفاف مميت، والعام الأكثر حرارة على الإطلاق. يمكننا أن نؤكد ذلك ولو مازلنا في نوفمبر.
نحن على بعد أميال من أهداف اتفاق باريس - وعلى بعد دقائق من منتصف الليل فيما يتعلق بالحد الأقصى المسموح به وهو 1.5 درجة.
ولكن الوقت لم يفت بعد.
يمكننا - يمكنكم - منع تحطم الكوكب واحتراقه.
إننا نمتلك التكنولوجيات اللازمة لتجنب أسوأ ما في الفوضى المناخية ــ إذا بادرنا بالفعل الآن.
لقد رسمت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ طريقاً واضحاً لعالم يحقق هدف الـ1.5 درجة.
ولكننا نحتاج إلى القيادة ــ التعاون ــ والإرادة السياسية اللازمة للعمل.
ونحن بحاجة إليها الآن.
صحيح أن عالمنا غير متكافئ ومنقسم.
وكما نرى في هذه المنطقة، تسبب الصراعات معاناة هائلة وأحاسيس قوية. لقد سمعنا للتو أنباء عن دوي القنابل مرة أخرى في غزة.
والفوضى المناخية تؤجج نيران الظلم.
ترهق ظاهرة الانحباس الحراري العالمي الميزانيات، وتضخم أسعار المواد الغذائية، وتقلب أسواق الطاقة رأساً على عقب، وتغذي أزمة تكلفة المعيشة.
لكن العمل المناخي يمكن أن يكون العلامة الفارقة.
إن الطاقة المتجددة هي الهبة التي لا تنضب.
إنها مفيدة لكوكبنا وصحتنا واقتصاداتنا.
الطاقة المتجددة تنقي الهواء.
وتلبي الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.
وتمكن من توصيل ملايين الأشخاص بالكهرباء بأسعار معقولة.
وتحقق الاستقرار والأمن في الأسواق.
وتوفر المال - حيث أن الطاقة المتجددة هي اليوم أرخص من أي وقت مضى.
أصحاب السعادة، أيها الأصدقاء،
التشخيص واضح.
ويعتمد نجاح مؤتمر الأطراف هذا على التقييم العالمي الذي يصف علاجاً جديراً بالثقة في ثلاثة مجالات.
أولاً، خفض الانبعاثات بشكل كبير.
فالسياسات الحالية من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الأرض بمقدار ثلاث درجات.
لذا، يجب أن يحدد التقييم العالمي توقعات واضحة للاقتصاد ككل للمساهمات المحددة على المستوى الوطني التي تقدمها جميع البلدان والتي تغطي جميع الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وتتوافق مع حد الـ1.5.
ويجب على مجموعة العشرين ــ التي تمثل 80% من الانبعاثات العالمية ــ أن تتولى القيادة.
وأحث البلدان على تسريع جداولها الزمنية لتحقيق صافي الصفر،والصول إلى أقرب ما يكون من الهدف في 2040 في البلدان المتقدمة و2050 في الاقتصادات الناشئة.
ثانياً، لا نستطيع أن ننقذ كوكباً يحترق بمضخة الوقود الأحفوري.
يجب علينا تسريع التحول العادل والمنصف إلى مصادر الطاقة المتجددة.
إن العلم واضح:
حد الـ 1.5 درجة لن يكون ممكنا إلا إذا توقفنا في نهاية المطاف عن حرق جميع أنواع الوقود الأحفوري.
لا يتعلق الأمر بالتقليل.
ولا بالتخفيف.
بل بالتخلص التدريجي – مع إطار زمني واضح يتماشى مع الـ 1.5 درجة.
ولا ينبغي لعملية التقييم العالمي أن تلتزم بذلك فحسب، بل يجب أن تلتزم أيضا بزيادة مصادر الطاقة المتجددة إلى ثلاثة أضعاف ومضاعفة كفاءة الطاقة وتوفير الطاقة النظيفة للجميع بحلول عام 2030.
إن العلوم الاقتصادية واضحة: فالتحول العالمي إلى مصادر الطاقة المتجددة أمر لا مفر منه.
والسؤال الوحيد هو ما مقدار الحرارة التي سيتحملها كوكبنا قبل أن يحدث ذلك.
وقد أوصت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ بإنهاء إدماننا على الفحم بحلول عام 2030 في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبحلول عام 2040 في بقية العالم.
وفي الوقت نفسه، تمثل صناعة النفط والغاز 1% فقط من الاستثمار في الطاقة النظيفة وفقاً للوكالة الدولية للطاقة.
لذا اسمحوا لي أن أوجه رسالة لقادة شركات الوقود الأحفوري:
طريقكم المعتاد يتقادم بسرعة.
لا تستزفوا نموذج الأعمال الذي عفا عليه الزمن.
قوموا بقيادة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة باستخدام الموارد المتوفرة لكم.
لا شك أن الطريق إلى الاستدامة المناخية هو أيضًا الطريق الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق الاستدامة الاقتصادية لشركاتكم في المستقبل.
وإنني أحث الحكومات على مساعدة قطاع الطاقة على اتخاذ الاختيار الصحيح ــ من خلال التنظيم والتشريع ووضع سعر عادل للكربون، وإنهاء إعانات دعم الوقود الأحفوري، وتبني ضريبة غير متوقعة على الأرباح.
أصحاب السعادة،
ثالثا، لقد طال انتظار العدالة المناخية.
فالبلدان النامية تتعرض للدمار بسبب كوارث لم تتسبب فيها.
وتكاليف الاقتراض الباهظة تعيق خطط عملها المناخية.
والدعم قليل جدًا ويأتي متأخر جدًا.
ويجب أن يلتزم التقييم العالمي بزيادة التمويل، بما في ذلك التمويل المخصص للتكيف والخسائر والأضرار.
ويتعين عليه أن يدعم إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف من أجل حشد المزيد من التمويل الخاص بتكاليف معقولة للدول النامية في مجال العمل المناخي.
ويتعين على البلدان المتقدمة أن توضح كيف يمكنها مضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار سنويا بحلول عام 2025 ــ كما وعدت ــ وأن توضح كيف يمكنها توفير 100 مليار دولار ــ كما وعدت.
أصحاب السعادة،
إن التحدي المناخي ليس مجرد قضية أخرى للمعالجة.
إن حماية مناخنا هي أعظم اختبار لقادة العالم.
ولذا فإنني أحثكم على الأخذ بزمام الأمور.
إن مصير الإنسانية على المحك.
اعملو ليحدث مؤتمر الأطراف هذا فارقا.
ويغير قواعد اللعبة.
اجعلوا من مؤتمر الأطراف هذا الأمل الجديد في مستقبل البشرية.
شكرًا لكم.