وفي كلمته أمام المناقشة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الزياني إن بلاده نجحت في نقل تجربتها الرائدة إلى العالم في التسامح والتعايش السلمي واحترام حقوق الإنسان وتحفيز قيم التضامن والعمل الإنساني والتنموي الدولي.
وأضاف أن البحرين وضعت مجموعة من الأولويات إدراكا منها أن التعاون الدولي القائم على الثقة المتبادلة والنوايا الصادقة والتفاهم المشترك هو السبيل الأمثل للتغلب على التحديات المشتركة.
وأوضح أن أولى تلك الأولويات هي تغليب لغة الحوار والنهج السلمي في إنهاء الحروب وتسوية الخلافات، وفي مقدمتها دفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وأعرب عن دعم بلاده لاستمرار الهدنة الإنسانية الأممية في اليمن.
وأشار أيضا إلى أن بلاده تدعم إنجاز حلول سلمية مستدامة للأزمات في سوريا ولبنان والسودان وليبيا وأفغانستان، "بما يحافظ على وحدة هذه الدول وسيادتها وسلامة أراضيها".
"تطورات إيجابية"
وأشار وزير خارجية البحرين أيضا إلى تأكيد بلاده على إقامة العلاقات الدولية على أساس مبادئ حسن الجوار واحترام القانون الدولي وسيادة الدول واستقرارها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، معبرا عن تقدير بلاده "للتطورات الإيجابية ممثلة في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، واستئناف العلاقات الدبلوماسية السعودية الإيرانية".
ومن ضمن أولويات البحرين في مواجهة التحديات المختلفة، تطرق الزياني إلى نشر قيم التسامح وثقافة السلام والحوار بين الأديان والثقافات الحضارات.
ودعا المجتمع الدولي للتجاوب مع دعوة بلاده لإقرار اتفاقية دولية لتجريم خطاب الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية.
وشدد الزياني كذلك على أهمية التعاون والتنسيق في محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، وتكثيف الجهود لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل والتعاون في حماية أمن الملاحة التجارية وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج ومكافحة الجرائم السيبرانية.
وأعرب عن ترحيب بلاده بمشروع الممر الاقتصادي الذي سيربط الهند بالقارة الأوروبية عبر الشرق الأوسط.
وقدم وزير خارجية البحرين تعازي بلاده لكل من المغرب وليبيا في ضحايا الزلزال الذي ضرب عدة أقاليم في المغرب، والفيضانات التي اجتاحت مدينة درنة الليبية.
دور المرأة
وقال وزير خارجية البحرين إن بلاده استطاعت "أن تقدم نموذجا في التطور السياسي، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات في إطار الفصل بين السلطات وتعاونها بموجب الدستور".
وأثنى على ممارسة مجلس النواب في بلاده لصلاحياته التشريعية والرقابية، وإرساء العدالة في إطار سلطة قضائية نزيهة ومستقلة بدعم من المؤسسات الحقوقية المستقلة.
وأشار إلى أن بلاده تعتز بإقامة منظومة تشريعية متطورة ورائدة "عززت من احترام حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية".
وتطرق إلى ما حققته بلاده على صعيد مكافحة وباء كوفيد -19 قائلا إن بلاده قدمت "مثالا إنسانيا حضاريا في مكافحة جائحة فيروس كورونا"، مشيرا إلى الاستمرار في تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي.
وأشار أيضا إلى تقدم بلاده على قائمة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة للمرتبة الثانية عربيا والـ 35 عالميا، فضلا عن احتلال المرتبة الأولى عربيا والـ 21 عالميا في تقرير السعادة العالمي لعام 2022.
كما أكد على تميز البحرين في مجال التحول الرقمي حيث تم تصنيفها ضمن الدول الرائدة في الحكومة الرقمية والأولى عالميا في انتشار الإنترنت بحسب البنك الدولي، فضلا عن إقرار استراتيجية وطنية لدعم التحول للثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد الرقمي.
وتحدث الزياني عن مشاركة المرأة قائلا إن بلاده "تزهو بتقدم المرأة وإسهاماتها كشريك فاعل في مسيرة الإنجازات التنموية الشاملة".
وأشار إلى حرص المملكة على تعزيز الشراكة الفاعلة مع الأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة بما يحقق الأمن والسلام والتقدم والازدهار للجميع، منوهًا إلى تقديم ومناقشة التقرير الوطني الرابع ضمن آلية الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان، والتقرير الثاني بشأن التقدم المحرز في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 أمام المنتدى السياسي الرفيع المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي.