أسعد الله مساءكم،
أشارككم اليوم فى إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للتهجير الجماعي للفلسطينيين من وطنهم، وهي الكارثة التي سُميت ب "النكبة".
لقد كانت النكبة ولا تزال محورا للمأساة الفلسطينية؛ منذ وقوعها فى عام 1948، عندما نزح أكثر من نصف السكان الفلسطينيين في معظم أنحاء البلاد بين عشية وضحاها، وطُرد مئات الآلاف أو فروا للنجاة بحياتهم، وقتل الآلاف، ودمرت مئات القرى والمجتمعات.
إن النكبةَ تحكي قصص معاناة وصمود الملايين من الناس، اضافة الى الوعود التي لم يتم الوفاء بها والنضال المستمر. يتردد صداها على الدوام عند كل الفلسطينيين، ليذكرهم باقتلاعهم من منازلهم ومن حياتهم ومن أرضهم. إنه يذكرهم بنفي وجودهم على مدى العقود في وطنهم.
وبعد مرور خمسة وسبعين عاما على النكبة، لا يزال الفلسطينيون يواجهون نزع الملكية والتشريد والعقاب الجماعي والحرمان من حقوقهم غير القابلة للتصرف. إن النكبة لا تتعلق بالماضي فحسب، بل انها واقعٌ مُعاش لملايين الفلسطينيين اليوم.
السيدات والسادة الحضور،
لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، منحت الجمعية العامة في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 تفويضا لإحياء الذكرى ال 75 للنكبة. ووفقا لهذا التفويض، ستنظم لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف اجتماعا خاصا وحدثا تذكاريا خاصا، في وقت لاحق اليومَ في نيويورك، بدعم من قطاع حقوق الفلسطينيين التابعة للأمانة العامة وبالتعاون مع بعثة المراقبة الدائمة لدولة فلسطين. كما سيتم تنظيم المزيد من الاجتماعات والفعاليات طوال عام 2023.
وسيكون هذا الاحتفال مناسبة لتسليط الضوء على الأهداف النبيلة للعدالة والسلام، التي طالما سعى إليها المجتمع الدولي، سعيا للاعتراف بحقيقة وتاريخ محنة الشعب الفلسطيني، والتاكيد على حقوقه غير القابلة للتصرف.
وأخيرا فإن ذكرى النكبة ترسخ مبدأ الحل العادل والوحيد، المتجذِّرفي القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهو وحده الذي يمكن أن يكفل للفلسطينيين الحق في الحرية والكرامة الذي حرموا منه.
شكرا لحسن استماعكم.