كيف ساهم التحول الرقمي في البحرين في ضمان استمرارية التعليم الجامعي أثناء كوفيد-19
بفضل بنيتها التحتية الرقمية المتينة، تمكنت مملكة البحرين من الحفاظ على الخدمات الأساسية، بما في ذلك التعليم.
كما هو الحال في العديد من البلدان، سلطت جائحة كورونا في البحرين الضوء على الدور الحاسم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في استمرار عمل المجتمع.
ريم العطار طالبة هندسة معمارية في جامعة البحرين. قالت: "لقد عطل الوباء حياتنا، بما في ذلك دراستنا".
لكل تعطل الدروس لم يدم طويلا حيث نجحت جامعة البحرين بسرعة في تقديم دورات عبر الإنترنت. كما أن المساعدة التقنية عبر الإنترنت كانت متاحة منذ البداية لمساعدة الطلاب على التكيف مع الوضع الجديد.
"لقد كان الاتصال بالإنترنت أمرا حيويا ، وبدون أدوات تكنولوجيا المعلومات المناسبة ، لم نكن لننجو دراسيًا من العامين الماضيين".
كوفيد-19 مثل عاملاً مسرِّعًا نحو الرقمنة
وقالت الدكتورة زهرة حرم، أستاذة الحقوق في الجامعة الأهلية في البحرين" مثل الأمر تحديا في البداية حيث كان علينا إيجاد حل للطلاب الذين لا يستطيعون شراء جهاز كمبيوتر شخصي أو شراء خدمات الإنترنت".
وترى الدكتورة حرام أن كوفيد-19 لعب دور عامل مسرّع لرقمنة التعليم، من بين قطاعات أخرى.
"لم تكن هذه الوتيرة في تبني التعليم عبر الإنترنت لتتحقق بدون التحدي الخطير الذي فرضه الوباء علينا".
كما جلبت الأزمة مناقشات بين الأكاديميين والخبراء والمواطنين حول مفهوم حقوق المواطنين في مختلف الخدمات الرقمية، وخاصة الوصول إلى المعلومات الموثوقة بطريقة فعالة وآمنة وفي الوقت المناسب. لقد اختبرنا حقا ما يمكننا وما لا يمكننا القيام به، والآن حان الوقت للبحرين للاستثمار أكثر في بنيتها التحتية الرقمية".
وأعلنت البحرين، التي تدرك أن التحول الحكومي الرقمي هو المفتاح لظهور اقتصاد قائم على المعرفة وتحديث القطاع العام، مؤخرا عن استراتيجيتها 2022-2026 لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقال عادل درويش، مدير المنطقة العربية في الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: "ستعزز الاستراتيجية الجديدة الوضع الاقتصادي للمملكة".
"فرصتي لها"
قال أحمد الحجيري، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات مختصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البحرين، إن "جهود البحرين قبل جائحة كوفيد-19 في رقمنة خدماتها كانت استثمارا آتى ثماره خلال الجائحة".
ووفقا للحجيري، لا يمكن تحقيق دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم واعتماد التعليم القائم على المهارات في الوقت المحدد دون وجود بنى تحتية مناسبة موجودة مسبقا، مثل التوصيل الموثوق بشبكة الانترنت والبوابات الالكترونية.
ويضيف الحجيري: "إن تمكين الشباب من الازدهار في الاقتصاد الرقمي كان أيضا أمرا أساسيا". وكجزء من هذا الجهد، أطلقت جامعة البحرين برنامج "فرصتي ..لها" في عام 2018، وهو برنامج لتدريب الطالبات من مختلف التخصصات والمجالات الدراسية ليصبحن مبرمجات ماهرات.
ويهدف البرنامج الجامعي المدعوم من من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى تمكين الطالبات من دخول سوق العمل البحريني من خلال نافذته الرقمية الناشئة و الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.
وقال الحجيري الذي توظف شركاته ما يقرب من 60 متفرغا و200 بدوام جزئي - ذكورا وإناثا : "هناك عدد متزايد من خريجي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات البحرينيين المهرة، بما في ذلك الإناث".
فرخندة عبد الحميد، خريجة البرنامج البحرينية، هي واحدة من هؤلاء. عملت في قطاع تكنولوجيا المعلومات على مدى السنوات الثلاث الماضية. "لقد منحتني مبادرة - فرصتي لها- ميزة للحصول على وظيفة". وقالت حامد إنها تطمح أن تصبح رائدة أعمال وتبدأ شركتها الخاصة لتكنولوجيا المعلومات، في يوم من الأيام.