خمسة أشياء يجب معرفتها عن قمة المستقبل
قمة المستقبل، حدث تحتضنه الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2024 ويعد فرصة تحدث مرة واحدة في الجيل للمجتمع الدولي من أجل رسم طريق جديد لصالح الجميع.
ومن المقرر أن تنعقد القمة يومي 22 و23 أيلول/سبتمبر. ولكن ما أهمية قمة المستقبل ومن أين أتت فكرتها؟ وما هي أبرز القضايا المطروحة على طاولة النقاش في القمة؟
فيما يلي أبرز خمسة أشياء يجب معرفتها عن قمة المستقبل.
1- ما هي قمة المستقبل؟
في عام 2020، احتفلت الأمم المتحدة بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها، وبدأت المنظمة في هذه المناسبة نقاشا عالميا حول الآمال والمخاوف بشأن المستقبل.
كانت هذه بداية عملية من شأنها أن تؤدي في النهاية، بعد أربع سنوات، إلى عقد قمة المستقبل، وهو حدث كبير يلتئم في أيلول/سبتمبر هذا العام، ويقام في مقر الأمم المتحدة، قبل المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة، ضمن الأسبوع رفيع المستوى للجمعية.
وقد تم وضع تصور للقمة في ذروة جائحة كوفيد-19، عندما كان هناك شعور في الأمم المتحدة بأنه بدلا من التعاون لمواجهة هذا التهديد العالمي الذي أثر علينا جميعا، تباعدت البلدان والشعوب.
مديرة السياسات في القمة، ميشيل غريفين قالت: "لقد واجهنا حقا فجوة بين تطلعات مؤسسينا، والتي كنا نحاول الاحتفال بها في الذكرى الخامسة والسبعين، وواقع العالم كما هو اليوم، بما في ذلك المشاكل التي واجهناها، والتهديدات، وأيضا الفرص والعيوب في كيفية استجابتنا".
كلفت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الأمين العام أنطونيو غوتيريش بوضع رؤية لمستقبل التعاون العالمي. وكان رده على دعوتهم هو "خطتنا المشتركة"، وهو تقرير تاريخي يتضمن توصيات بشأن التعاون العالمي المتجدد لمعالجة مجموعة من المخاطر والتهديدات، واقتراح لعقد قمة استشرافية عام 2024.
وتتألف فعاليات القمة من جلسات تركز على خمسة مسارات رئيسية بما فيها التنمية المستدامة والتمويل، والسلام والأمن، ومستقبل رقمي للجميع، والشباب والأجيال القادمة، والحوكمة العالمية، وموضوعات أخرى تتقاطع مع كل أعمال الأمم المتحدة، بما في ذلك حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين وأزمة المناخ.
وستكون النتيجة المباشرة للقمة هي نسخة نهائية من ميثاق المستقبل، وميثاق رقمي عالمي، وإعلان بشأن الأجيال القادمة. ومن المتوقع أن تعتمدها الدول الأعضاء جميعا خلال قمة المستقبل.
2- لماذا تعتبر القمة مهمة؟
على الرغم من تناول هذه المواضيع المطروحة على طاولة القمة في الماضي، والتوصل إلى اتفاقات رائدة مثل اتفاق باريس بشأن المناخ وأهداف التنمية المستدامة، هناك تصور واسع النطاق بأن هياكل الأمم المتحدة، التي تم تأسيس العديد منها منذ عقود من الزمان، لم تعد عادلة أو فعالة بما فيه الكفاية.
قمة المستقبل توفر فرصة للوفاء بشكل أكثر اكتمالا بالوعود التي تم تقديمها بالفعل، وإعداد المجتمع الدولي للعالم القادم، واستعادة الثقة.
وقالت مديرة السياسات في القمة إن "العنصر الأكثر أهمية في التعاون الدولي هو الثقة. الثقة في بعضنا البعض. الشعور بإنسانيتنا المشتركة وترابطنا".
وأضافت: "القمة مصممة لتذكيرنا جميعا، ليس فقط الحكومات ولا الأشخاص فحسب الذين سيحضرون إلى الأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر، بل الجميع، بأننا يجب أن نعمل معا لحل أكبر مشاكلنا المشتركة".
3- من هم اللاعبون الرئيسيون؟
يسبق القمة يومان للعمل، يعقدان أيضا في مقر الأمم المتحدة، حيث سيحظى ممثلو المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والسلطات المحلية والإقليمية والشباب والدول الأعضاء والعديد غيرهم بفرصة المشاركة في الموضوعات الرئيسية للحدث.
وقالت ميشيل غريفين إن المرء عندما ينظر إلى الأمم المتحدة يعتقد أن الحكومات هي اللاعب الرئيسي، "وهذا صحيح. إنهم من يجلس حول الطاولة، لكنهم يفعلون ذلك نيابة عن شعوبهم".
وأضافت: "شارك ممثلو المجتمع المدني والشباب طوال الوقت وسيحضرون القمة. وسوف يكون القطاع الخاص هنا تقديرا للدور الهائل الذي يلعبه في تشكيل حياة الناس وفرصهم اليوم. هذه القمة للجميع ومن أجلهم، ويجب على الجميع أن يروا أنفسهم منعكسين فيها".
4- ماذا سيحدث بعد ذلك؟
أكد منظمو القمة أن ختام الحدث لن يكون نهاية المناقشات والقضايا التي تستمر على مدار أربعة أيام. وشددت مديرة السياسات في القمة على أن "معظم البذور التي نزرعها في هذه القمة ستحتاج بعض الوقت حتى تنمو وتزدهر. ويجب علينا جميعا أن نشارك في تحميل الحكومات المسؤولية عن الوفاء بالتزاماتها على الساحة الدولية".
وبعد القمة، سيتحول التركيز إلى تنفيذ التوصيات والتعهدات الواردة في ميثاق المستقبل. في تشرين الثاني/نوفمبر، تستضيف أذربيجان مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29)، حيث سيكون تمويل المناخ على رأس جدول الأعمال.
ويشهد كانون الأول/ديسمبر مؤتمر الأمم المتحدة بشأن البلدان النامية غير الساحلية في بوتسوانا، حيث سيتم البحث عن حلول للتنمية المستدامة.
وفي حزيران/يونيو المقبل، سيتم تكثيف الجهود الرامية إلى إصلاح الهيكل المالي الدولي في إسبانيا، في المؤتمر الدولي لتمويل التنمية، بما في ذلك هيئات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، التي تقرر كيف وتحت أي شروط، تقدم القروض والمنح والمساعدة الفنية للدول النامية.
5- كيف يمكنني المشاركة؟
"اعملوا الآن" هي حملة عالمية أطلقتها الأمم المتحدة لتشجيع جميع الناس على الدعوة إلى مستقبل أفضل وأكثر سلاما واستدامة.
وتهدف المنصة إلى زيادة أعداد أولئك الذين يتحدثون ويُحدِثون فارقا إيجابيا، سواء من خلال التطوع في مجتمعاتهم المحلية، أو المشاركة في صنع القرار المحلي، أو ببساطة تغيير عاداتهم الاستهلاكية الشخصية ليعيشوا حياة أكثر مسؤولية تجاه البيئة.
وفي الفترة التي تسبق القمة، يعمل مكتب الأمم المتحدة للشباب على حشد الشباب والحلفاء من خلال إطلاق حملة #YouthLead (الشباب يقودون)، وهو نداء إلى زعماء العالم لجعل صنع السياسات العالمية أكثر تمثيلا للمجتمعات التي يخدمونها.