أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن بالغ تعازيه وتضامنه الكامل مع جميع المتضررين من الزلزال المدمر في المغرب والفيضانات الهائلة في ليبيا.
وقال أنطونيو غوتيريش في مستهل المؤتمر الصحفي الذي يعقده سنويا قبل الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، "إن تلك الكوارث المؤلمة أودت بحياة آلاف الأشخاص وأثرت على عدد لا يحصى من الأسر والمجتمعات".
وأكد أن الأمم المتحدة تعمل على التعبئة لدعم جهود الإغاثة، مضيفا "سنعمل بكل الطرق الممكنة مع الشركاء للمساعدة في توصيل المساعدة الطارئة لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها".
"لحظة فريدة"
وقال الأمين العام إن الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يبدأ الأسبوع القادم يعد "لحظة فريدة من نوعها كل عام للقادة من كل ركن من أركان العالم لا لتقييم حالة العالم فحسب، وإنما أيضا للعمل من أجل الصالح العام".
وأضاف أن "العمل هو ما يحتاجه العالم"، مشيرا إلى التحديات الهائلة التي تواجه البشرية بما فيها حالة الطوارئ المناخية المتفاقمة والصراعات المتصاعدة، وأزمة تكاليف المعيشة العالمية، واتساع هوة عدم المساواة، والاضطرابات التكنولوجية الهائلة.
وأعرب غوتيريش عن أسفه للانقسامات الجيوسياسية التي تقوض القدرة على الاستجابة لتلك التحديات.
وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة لتعددية الأقطاب قائلا إنها آخذة في الظهور ويمكن أن تكون عاملا للتوازن.
لكنه حذر من أنها قد تؤدي كذلك إلى تأجيج التوتر والتشرذم وما هو أسوأ من ذلك، مضيفا أنه "لكي نجمع عالمنا متعدد الأقطاب، نحتاج إلى مؤسسات متعددة الأطراف قوية خضعت للإصلاح، ترتكز على مـيثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
ودعا الأمين العام إلى إصلاح المؤسسات متعددة الأطراف التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، التي كانت تعكس القوة والديناميكيات الاقتصادية آنذاك.
وقال غوتيريش "أعلم أن الإصلاح يدور في الأساس حول القوة، وهناك العديد من المصالح والأجندات المتنافسة في عالمنا متعدد الأقطاب على نحو متزايد. ولكن في الوقت الذي أصبحت فيه تحدياتنا أكثر ترابطا من أي وقت مضى، فإن نتيجة لعبة محصلتها صفر هي إن الجميع يحصلون على صفر".
"وقت التسوية"
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة كذلك إلى الاجتماعات المتوقعة الأسبوع القادم بما فيها قمة أهداف التنمية المستدامة التي تنعقد في منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية بحلول عام 2030، وقمة الطموح المناخي، والاجتماعات بشأن تحديات الصحة.
ووجه غوتيريش نداءً
ووجه غوتيريش نداءً لقادة العالم قائلا "هذا ليس وقت التموضع أو التظاهر. هذا ليس وقت اللامبالاة أو التردد. هذا هو الوقت المناسب للالتقاء من أجل إيجاد حلول حقيقية وعملية".
وأضاف أنه "حان وقت التسوية من أجل غد أفضل" مؤكدا أن السياسة والدبلوماسية والقيادة الفعالة هي التسوية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنه "إذا أردنا مستقبلاً ينعم بالسلام والرخاء على أساس العدالة والتضامن، فإن القادة يتحملون مسؤولية خاصة للتوصل إلى حل وسط لتصميم مستقبلنا المشترك من أجل صالحنا العام"، مؤكدا أن الأسبوع المقبل هو المكان المناسب للبدء.