دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى "الدفع من أجل السلام" في وقت يتعرض فيه السلام للهجوم في مختلف المجتمعات والبلدان والمناطق.
جاءت تصريحات أنطونيو غوتيريش أثناء المراسم السنوية لقرع جرس السلام بمقر الأمم المتحدة اليوم الأربعاء إحياء لليوم الدولي للسلام.
وقال الأمين العام إن "سم الحرب الذي يصيب عالمنا" يضع الملايين على خط النار ويقوض حقوق الإنسان وأمن الناس ورفاههم، ويعكس اتجاه مكاسب التنمية التي تحققت بشق الأنفس.
وأضاف أن "السلام يتعرض للاعتداء في قلوب الناس وعقولهم من قِبل القوى الظلامية للتضليل وخطاب الكراهية".
وأكد غوتيريش "إننا قادرون على القيام بدورنا لتغيير هذا الأمر وتغذية بذور الأمل عبر التكاتف معا لمواجهة التحديات المشتركة التي نواجهها"، بما فيها الفقر والجوع والتمييز وعدم المساواة والتغير المناخي والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي الفادح.
"من أجل الناس والكوكب"
وقال الأمين العام: "من أجل الناس والكوكب على حد سواء، يمكننا ويجب علينا أن ندفع من أجل السلام".
وأضاف أن الدفع من أجل السلام يعني التركيز على الوقاية، والحوار والوساطة لمعالجة الانقسامات، ونزع فتيل الصراعات، وضمان أن يكون لكل مجتمع نصيب في مستقبل مشترك.
وأكد أن الدفع من أجل السلام يعني أيضا الالتفاف حول الأدوات التي تدعم الثقة والتضامن العالميين بما فيها الإعـلان العالمي لحقوق الإنسان و مـيثاق الأمم المتحدة، كما يعني أيضا التصدي للتمييز والعنصرية.
وأشار غوتيريش إلى أن الدفع من أجل السلام يعني كذلك إنقاذ أهداف التنمية المستدامة وتوسيع الفرص للنساء والفتيات.
وأضاف "إن الدفع من أجل السلام يعني تسريع معركتنا ضد تغير المناخ، وإنهاء إدماننا على الوقود الأحفوري، والاستثمار في الطاقة المتجددة".
وقال إن الدفع من أجل السلام يعني توسيع الحقائق والعلم على حساب الأكاذيب والكراهية، ودعم الناشطين، صغارا وكبارا، في دعواتهم لتحقيق التقدم.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة "إننا نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التضامن العالمي والعمل الجماعي والالتزام والثقة المتبادلة".
وقبل قرع جرس السلام في مقر الأمم المتحدة، دعا غوتيريش الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت "للتأمل في معنى السلام وضرورته".
أجراس للتنبيه
UN Photo/Cia Pak
دينيس فرانسيس رئيس الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة يتحدث في مراسم جرس السلام بالمقر الدائم للأمم المتحدة.
وكان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس حاضرا لمراسم قرع جرس السلام حيث قال إن التجمع هذا العام يأتي تحت شعار "العمل من أجل السلام: طموحنا لتحقيق الأهداف العالمية"، وهو موضوع اليوم الدولي للسلام في 2023.
وأكد فرانسيس في كلمته أنه اختار "السلام" كإحدى الأولويات الأربع لرئاسته للجمعية العامة، ما يعكس أهميته الراسخة لخطة التنمية لعام 2030 وتحقيق أهداف الرخاء والتقدم والاستدامة.
وأضاف أنه بينما لم يتبق سوى أيام على انعقاد قمة أهداف التنمية المستدامة، "تدق أجراس الإنذار في جميع أنحاء العالم، لتنبيهنا إلى أننا بعيدون عن المسار الصحيح لتحقيق كل أهداف التنمية المستدامة تقريباً. وفي بعض الحالات، نسير في الاتجاه المعاكس".
وأكد أيضا أن تلك الأجراس التي تدق، تشكل دعوة للعمل العاجل، "العمل الجريء لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها".
وجهان لعملة واحدة
وقال رئيس الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة إن التنمية المستدامة والسلام المستدام، وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر.
وأكد أنه عندما
وأكد أنه عندما يتم الاستثمار في التنمية المستدامة، والعمل المناخي، والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وسياسات الشباب القائمة على الأدلة، فإن هذا يوفر أقوى الأدوات لمنع الصراعات ودرئها، وبناء السلام.
ودعا فرانسيس إلى "إلقاء نظرة صادقة على ما وصلنا إليه" أثناء قمة أهداف التنمية المستدامة القادمة، مضيفا "دعونا نتوقف عن تجميل نجاحاتنا، ونواجه بدلاً من ذلك إخفاقاتنا بالتزامات جريئة وطموحة".
وأكد أن القمة هي أفضل فرصة لتعزيز تنفيذ أهداف التنمية المستدامة على جميع المستويات، وتحفيز العمل المتسارع من أجل السلام.