رسالة الأمين العام بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات 2023
المحيطات هي أساس الحياة.
فمنها الهواء الذي نتنفس ومنها الطعام الذي نأكل.
وهي تنظم مناخنا وطقسنا.
والمحيطات هي أكبر خزان للتنوع البيولوجي على كوكبنا.
ومواردها دعامة للمجتمعات، وللازدهار وصحة الإنسان في جميع أنحاء العالم.
والإنسانية تعتمد على المحيطات.
لكن هل يمكن للمحيطات أن تعتمد علينا؟
ينبغي لنا أن نكون أفضل صديق للمحيطات.
لكن الإنسانية هي اليوم ألد أعداء المحيطات.
فتغير المناخ بفعل النشاط البشري يرفع من درجة حرارة كوكبنا، ويحدث اختلالا في أنماط الطقس وتيارات المحيطات، ويغير من النظم الإيكولوجية البحرية والأنواع التي تعيش فيها.
والتنوع البيولوجي البحري معرض للضغط من الصيد الجائر والاستغلال المفرط وتحمُّض المحيطات.
فأكثر من ثلث الأرصدة السمكية يُصادُ بمستويات منافية للاستدامة.
ونحن نلوث مياهنا الساحلية بالمواد الكيميائية والمواد البلاستيكية والنفايات البشرية.
ولكن اليوم العالمي للمحيطات هذا العام يذكِّرنا بأن المياه لم تعد راكدة.
ففي العام الماضي، اعتمدنا هدفا عالميا طموحا يرمي إلى حفظ وإدارة 30 في المائة من الأراضي والمناطق البحرية والساحلية بحلول عام 2030، فضلا عن اتفاق إطاري بشأن إعانات مصائد الأسماك.
وفي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحيطات الذي عُقد في لشبونة، اتفق العالم على تكثيف الجهود لاتخاذ مزيد من التدابير الإيجابية من أجل المحيطات.
والمفاوضات جارية للتوصل إلى اتفاق عالمي ملزم قانونا لإنهاء التلوث البلاستيكي.
وفي آذار/مارس، وافقت البلدان على معاهدة أعالي البحار التاريخية بشأن حفظ التنوع البيولوجي البحري واستخدامه المستدام في المناطق الواقعة خارج نطاق الولاية الوطنية.
ولتحقيق أسمى ما تصبو إليه هذه المبادرات لا بد من الالتزام الجماعي.
إن الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة - الحفاظ على موارد المحيطات واستخدامها على نحو مستدام - يمر حاليا بمنعطف حرج.
وبمناسبة هذا اليوم، اليوم العالمي للمحيطات، دعونا نواصل الإلحاح على العمل.
ولنجعل المحيطات على رأس الأولويات، اليومَ وغدا، وفي كل يوم.